Thursday, July 1, 2010

و ازدادوا مُحْرَماً

بشرى سارة أزفها لكل دعاة الحفاظ على قدسية و شرف المرأة.. لقد إزداد عدد محارمي محرماً! ربما ليس مؤهلا لوظيفة محرم بعد و لكن على إعتبار ما سيكون في غضون الخمسة عشر سنة المقبلة إن شاء الله

منذ أن وُلِدت ترعرت في بيئة قليلا ما ترى المذكّر بين المعارف. فأبي هو الرجل الوحيد بين نساء البيت.. هذا البيت اللذي كان يبعد تسعمئة كيلومتر مسافةً عن أقرب قريب لعائلتنا في مكان لم يكن من المسموح لنا ان نرى منه ما هو أبعد من باب المنزل من دون مرافق و الذي غالبا ما يجب أن يكون مذكراً و من لنا غير والدي محرماً!... و بطبيعة الحال فمعارفنا مقتصرة على الإناث كما يساق الحال على مدراسنا و مدرساتنا

كان من الطبيعي أن أن أُكَوِن فكرة عدائية تجاه الذكور بوصفهم عديمي الإحساس.. لا يعرفون معنا للحب و الشفقة و ان الإناث هن المخلوقات الوحيدة القادرة على أن تحب و أن لا تخون أبدا.. إحتجت لسنين طويلة لأصحح معلوماتي تجاه الجنس الأخر .. إعذروني فلم أعرف الكثير سواء كانوا محارماً أم غير محارم

لثماني عشرة سنة من عمري لم يكن الأمر مزعجا فماذا قد تحتاج الفتاة الصغيرة و المراهقة في الدنيا غير أبيها .. بطلها الأول و الأخير! و لكن لأهمية التعليم في عائلتنا شأننا كشأن كل العائلات الفلسطينية (اللي كل راسمالنا هو التعليم) كان علي أن أسافر أنا و أخواتي لنكمل دراستنا الجامعية .. لخمس سنين متعاقبة إستطعنا بقدرة إعجازية السفر لوحدنا بلا مرافق ذكر بين دول مختلفة ليس فقط لنعبر الحدود الإسرائيلية الفلسطينية - الأردنية برا و من ثم الأردنية - الإماراتية جوا بل أيضا الحدود الفلسطينية - الإسرائيلية الداخلية سيرا على الأقدام و عبر المواصلات و حتى ركوبا على العربات و الحمير إبان الإجتياحات الإسرائيلية للمدن الفلسطينية. كل ذلك بدون محرم .. تخيلوا! فقد كان من الصعب إذا لم يكن من المستحيل أن يرافقنا والدي جيئة و رواحا. إستطعنا كفتيات لا نتجاوز العشرين عاما الإعتماد على أنفسنا. لا أفهم إلى الآن سبب عدم موافقة أزواج أخواتي لتنقلهن في أرجاء المدينة لقضاء حاجياتهن أو لزيارتنا و قد قطعن حدودا و مئات الأميال من دون مساعدة

مرت الأيام و لاح في الأفق حلم الدراسات العليا .. الحمد لله أن لي والداً يضع ثقته فيّ , كما يؤمن بأهمية التعليم فبارك سفري لإنهاء دراستي خارج حدود الوطن العربي. لكن بما أننا نعيش في مجتمع يستحي من المرأة و يظن الظنون بكل فتاة قد تسول لها نفسها كسر القيود و ملاحقة أحلامها خارج إطار المجتمع المحافظ (و إن كان "بعض الظن إثم" و "قذف المحصانات" لا مكان له هنا حتى بين المتدينين) فكان واجبا أن تبقى خطيئتي (في نظر الكثيرين) على مستوى عال من السرية و الكتمان لكل من يحيطون بنا من معارف خوفا من القيل و القال. و لربما كان الأحرى بي الإعلان عن وظيفة "محرم" شاغرة ليخفف شيئا من قسوة الكلام اللاذع من بعض النسوة هنا و هناك

لطالما كان مجتمعنا قاسيا و غير متفهم للواقع الذي تواجهه النساء كما إكتشفت للأسف الشديد بعد التجربة أن أكبر عدو للمرأة هي المرأة إلا من رحم ربي! ها قد خرج للحياة أول طفل لأختي الحبيبة قبل يومين ليصبح لي (على ما قد سيكون يوما ما) محرما لي إذا ربنا أعطانا طولت العمر .. كما لم يأذن الله لي بالزواج بعد و لذلك لم أرزق بأولاد ليكونوا لي محارما و بطبيعة الحال لن يعيش ليبقى أبي (أطال الله في عمره) لبقية حياتي .. فيا أهل الشرف (الذي إختصر بنون النسوة) هل لي بستثناء لأكمل حياتي بشكل طبيعي؟

6 comments:

Whisper said...

الف مبروك الحفيد الجديد...يتربى بعزكم يا رب وان شاء الله يكن من الصالحين :)

الموضوع اللي بتحكي فيه كتير حساس, العالم بالعادة وخصوصا اللي بدّعو التدين دايما مقاييسهم ومعاييرهم بتختلف من حال الى حال و خصوصا بس يكون الموضوع بمسهم و همه اللي بعملوه او غيرهم اللي بعملو

يا سبحان الله الحرام بنظرهم بس همه يعملوه بصير حلال

و موضوع التخبايه هاد ياااااااااااا الله شو بكرهو :$ يعني اذا الاهل عارفين وموافقين وانا اللي عاقلة وراشده حاسسته صح شو دخل العالم نحمل همهم ....جد بكره هالموضوع وللاسف كتير بواجهو مع اهلي :(

LioneSS said...

ألف ألف مبرووووك "محمود" و جعله الله من المحمودين في الدنيا و الأخرة

القصة مش قصة انك نشأتي في عائلة قله فيها جنس الذكور و المحارم

المشكله في المجتمع الى رجع الى عادات الجاهليه اللي الاسلام حررنا منها

و الحمدلله الذي وهبنا أباء متفتحين و "متدين" و اصر على كلمه متديين لانه من يدعون للانغلاق باسم الاسلام هم من لا يمتون للدين بصلة

و على سيرة القيل و القال و كلام الناس
يحضرنا قول شيخ في درس دين
"لماذا نحزن من كلام و ناس و نحسب لكلامهم ألف الحساب
مهما عملت او حرصت على ارضاء الناس لابد ان يجدوا ما يتكلموا عنه

اذا الله عز و جل في علوه و جلاله لم يسلم من كلام الناس

ألم يقولوا اتخذ الله ولد و حاشى لله أن يكون له ولد تعالى الله عم يصفون

ألم يقولوا يد الله مغلوله غلت ايديهم "

فلماذا نحزن من كلام الناس
دعيهم يتكلموا و الله خير الحافظين و الله عليم بما في الصدور

ما تزعلي و لا عبالك كله كلام بكلام و بطير مع الهوا:hug:

Palestinian Princess said...

Whisper
اللهم آمين :) الله يسلمك و بارك فيكي عزيزتي

صحيح كلامك مية بالمية .. كل يغني على ليلاه و يكيل بمكيالين إن لم يكن أكثر و أنا لا أستثني نفسي .. أنا ما عم أتطاول على الدين و بعرف أنه هناك أمور مفروضة علينا بس الناس اللي حولينا مش دايمينلنا .. بتخبل لو انه أهلي رفضوا اني أتعلم و بعد 20 سنة من هلأ بدي أقعد في البيت أستنى فلان و علان يعطفوا علي عشان أعرف أكل و اشرب و أطلع من البيت عشان تمشي حياتي

الحمد لله على نعمة الأهل الواعيين
:)

أنا جد كتير اتدايقت لما عرفت أنه أهلي ما بدهم يحكوا لحد زي اللي عامل عملة! الله يهدي أهلنا و الجميع للخير و الصلاح

Palestinian Princess said...

LioneSS

حبيبتي! الله يبارك في عمرك و يسلمك و يسمع منك و يجعله إبن أخت بار بخالته
:)

صحيح القصة مش قصة ذكور بس حبيت أجيب الموضوع من هذا الباب لأنه أول شي خطر على بالي ساعت ما حكولي إنه محمود إنولد قلت زادوا عدد محارمي محرم .. كإني كسبت كسبة

بالفعل الناس عم بترجعنا للوراء و أخرى شوي رح ينادوا بوأد البنات عشان يخلصوا من الهم

الله يسعدك على كلامك .. صحيح حتى ربنا ما سلم من كلام الناس و حتى من المسبة و العياذ بالله

بس اذا ما دايقك كلامهم بتتدايقي انك بتعرفي هيك ناس صاروا في القرن الواحد و العشرين و الناس وصلوا ابعد من القمر و لساهم بحكوا "ييييييي! أهلنا باعتينها تدرس برة! يا عيب الشوم"

انا بس بدعي ربي يبعدني عن هيك أشكال

Shaheen said...

Simpley a masterpiece o writing.

two more posts like this and you will be contacted by Human rights watch to talk about the hardship and oppression female encounter in the arab world. people in the west will support you and your name will be mentioned in the news.

:D

kidding, I liked it and its really new

Palestinian Princess said...

Shaheen

lol! you do not know, I am seeking the UN and so the US attention by this dramatic problem to I can get Political asylum and so the passport :p

ok.. seriously, thanks for your kind words.. I really apprecite your opinion :)