Tuesday, December 14, 2010

ذكرى بين الثنايا

كان من اللازم ان يحين موعده.. موعد ارتداء ذاك المعطف الشتوي.. كم طال إنتظار هذا الفصل الحزين .. ان تدمع السماء .. ان تُغسل الأرواح .. فلربما غُسلت بعض الأرواح الآثمة هنا و هناك

استيقظت ذلك الصباح لأرتدي المعطف متشوقة ..فلا اذكر اخر مرة ارتديته فيها! فقد انقضت اكثر من سنة و نصف دون ان احيا شتاءا قارصا حقيقيا. ها هي تمطر بغزارة خارجا وقد علا صوت الريح فوق كل الأصوات

اختطفت المعطف الداكن في عجل لأعدو باتجاه ركب العمل و ألحق بأخر صف جامعي وجب علي تدريسه . ساعتان من القيادة و لم يتسن له لمسي بعد حتى وصلنا لغايتنا. ترجلت .. أمسكت به .. ألبسته جسدي لنعدوا تحت وابل من المطر

يال شدة البرد .. هل لك بأن تغمر يدي بين ثناياك الدافئة؟ وقد فعل .. لأجد ورقة قد سبقتني مختبئة! ما كان ذلك؟ خالجني الفضول الشديد لأمسك بالورقة و أدفعها خارجا بداعي التفتيش.. ماذا عساها ان تكون؟

من الغريب ان تُحال الملابس الى صندوق ذكريات مغلق من فصل إلى أخر.. للتتعلق الأيام بأذيال الماضي و تترك وراءها دلائل و قرائن كي لا تُنسى. دفعت بالورقة خارجا لأجد بطاقة قطار بتاريخ 17 إبريل 2009 لترجعني لأيام الدراسة في لندن. لا أعلم ماذا كان في ذلك اليوم .. ولكني اعلم انه استوقفني للحظات .. غمرني بسحر الماضي .. بذكريات داعبت مخيلتي.. استوقفتني رغم المطر لترسم ابتسامة .. لتذكرني بما مضى و ما وصلت اليه من بعدها

اجدني كالطفلة الصغيرة عندما أفاجأ بأمر بين ثنايا الأشياء المبعثرة .. لتستوقفني .. سواء كان حَزِنا او فَرِحا او حتى من دون احاسيس تذكر. كم اتمنى ان أظل اعثر على شيئ جديد بين ثنايا ملابسي .. لربما سأكثر من إرتداء ما هو قديم