Tuesday, June 29, 2010

في حضرة تشايكوفسكي

لندن! يا مدينة المتاحف و المسارح... أو ما أدعوه السياحة الثقافية التي لا تُمَل! لندن بالفعل هي عاصمة ثقافية رائدة. للأسف هذه ميزة أخرى نفتقدها في العالم العربي و تسبقنا إليه باقي الدول بأشواط و أشواط. حتى أن أقرب مثال لي هو مدينة الشارقة الإماراتية التي تتغنى بمتاحفها المتعدد و كونها واجهة ثقافية عربية و مع ذلك لا تأتي قطرة في البحر الثقافي اللندني

أثناء دراستي حاولت قدر المستطاع زيارة أكبر عدد من المتاحف (و إن لم يكن الناتج بالعدد الكبير لتنوع المعروض و ضئل الوقت المتاح) ولكن ما لفت نظري أكثر هو الكم الهائل من العروض المسرحية اليومية في شتى أنحاء المدنية الساحرة. شيء لم أعتد عليه بهذه الكمية أو حتى النوعية من قبل


في كل زاوية من زوايا المدينة أو حتى في أثناء إستعمال خطوط المترو ستلاحقك إعلانات الفرق المسرحية, الموسيقية و الأوبرالية أينما وجهت عينيك. و لن يكون هناك مشكلة في أنا تختار فحتما ستجد ما يناسب ذوقك من بين عشرات الإعلانات المعروضة و التي لا تتوقف على مدار العام تقريبا




للأسف ليست من هواياتي حضور هذه المسرحيات و الأداءات الموسيقية و إن كانت تسترعي إهتمامي من وقت لأخر. مع أن إستثناءا واحد حدث بأن جررت إليه جراً عند زيارة ابنة عمي لي لحضور

و المأخوذة قصته من فلم لنفس الإسم عن قصة ولد بريطاني أحب رقص الباليه! طبعا موضوع القصة كان غير مشجع لي (يعني شو جابرني أروح أشوف ولاد لابسين نفاش و برقصو؟) و لكني أصدقكم القول اني و للمفاجأة و جدته ممتع و مضحكا أيضا

لكن عشقي الأول و الأخير هو للموسيقى الكلاسيكية كأن أستمع لتشايكوفسكي و بتهوفن فهذا قمة الإنغماس في المتعة الحسية و الروحية. و لذلك فوجودي في مدينة دار الأبرا الملكية كان بمثابة الجائزة لي. ولكن عندما تجتمع الموسيقى الكلاسيكية مع رقص الباليه فهذا أمر مختلف

فما أن علمت بوجود عرض لبحيرة البجع في دار الأوبرا حتى سارعت لأحجز مقاعد لي و لأصدقائي و التي للأسف وجدتها ملئ و لم يتبقى سوا المقاعد المتطرفة ذات الرؤية المحدودة فلم نكن نستطيع سوى رؤية نصف المسرح

و للحقيقة لم أمانع لحظتها.. فلم أكن أصدق نفسي بأني على وشك دخول دار الأوبرا و الذي كان أشبه بحلم بالنسبة لي


ما أن دخلت الدار حتى أخذتني رحابتها و أحسست بأني في عالم أخر أشبه بالعوالم السنيمائية التي أشاهدها في التلفاز. ولكن كانت القاعة هي من سلبتني عقلي بتفاصيل قبتها و زخارفها الرائعة!! شيء في منتهى الجمال و الروعة



كنا مجموعة من أربعة أشخاص و كان منهم صديقتي "بلدياتي" من الأردن. لما وصلنا تفاجأت فيها بتطول كيس بزر من الشنطة! يعني أوبر و شيكوفسكي و بزر.. قمة الرومنسية العربية! كان المنظر يدعو للضحك و إحنا بنفصفص بزر و بنتفرج على العرض اللي كل اللي جايين فيه لابسين اللي على الحبل و جايين! و عشان تكمل.. و إحنا قاعدين و قعدتنا جاي قريبة من الباب و من أحد الممرات الجانبية .. و فجأة بنلاقي رجل من أمن دار الأوبرا (عريض المنكبين شلولح) جاي بتجاهنا بحنق و بسرعة .. انا و البنت صاحبتي بنجنا و غطينا كيس البزر و قلنا أكيد شافونا بنفصفص البزر و جايين يصادره و يقلوا قيمتنا! وصل جامبينا بس ضله نازل سطرين لقدام شكله في حدا مصور بكاميرته و ضارب فلاش و التصوير ممنوع. انا و البنت تنفسنا الصعداء و حرمة أطعاطى بزر من بعديها


تجربة الأبرا كانت جميلة جدا .. مع إنه في جزئية كنا رح نغفا فيها من كتر ما الموسيقى كانت هادية و بتنيم زي السحر .. فقررت اني رح أحضر عرض باليه مرة تانية بس يكونوا المقاعد أحسن و هذا اللي صار لما حضرت عرض الأميرة النائمة اللي كانت روعته لا تقل عن سابقه

Sunday, June 27, 2010

هنديتين و طنجرة ... 2

إستكمالا للجزء الأول هنديتين و طنجرة ... 1 يأتي الجزء الثاني ليحكي نهفات .. أو بالأحرى جلطات البنت الصينية اللي كنت ساكنة معاها و اللي من عمايلها السودة المتنيلة بستين ألف نيله بتفنّد إلها جزء كامل تتربع على عرشه من دون أي منازع


الصراحة أحكيلكم أنه قبل هاي اللحظة كان من الصعب جدا جدا إني أتكلم عنها و عن عمايلها (اللي إشي منها بنحكى و غيره ما بنحكى) لأني جديد لحسيت إني تعافيت من النكبة اللي عشتها معاها بعد مرور ثمان شهور و نص على اليوم اللي كسرت فيه جرة وراها

الجلطة 1

زي ما قلتكم في الجزء الأول.. البنت كانت في نفس البلوك أو العمارة اللي كنت ساكنة فيها و صدف مرة إنها كانت مريضة فشفقت عليها و طبختلها مرقة بخضرة و جاج و جمبيهم رز و أعطيتها إياهم تاكلهم .. البنت إنبسطت كتير و صارت تتشكرني عليهم و راحت الشغلة. بعد بأكمن يوم شافتني و حكتلي إنها إلا بدها تطبخلي مع إنها ما بتعرف تطبخ كتير (و أنا الصراحة من النوع الدقر في شغلة الطبيخ و ما بعرف أكل أي شي أو من أي حدا) بس ما حبيت أكسفها و إتفقنا على يوم و جابت هل أكلات. هلقيت الصراحة مش متزكرة تفاصيل اللي جابتلي ياه بس ممكن أختصره بكلمة وحدة "خبايص"! كان بذكر فيه شي مطبوخ ب سي فود بالإضافة إلى رز و طبق أخر رئيسي اللي هو لوبيا طبخاه بس مش مستوية و حاطة فوقيها لبن و أشياء أخرى أعجز عن تذكرها. طبعا أنا إنمغصت بس شوفت الأكل اللي ما كان ينعلك عشان ينبلع بس سايرتها. (على سيرة العلك هية بتاخد المركز الأول في مضغ الطعام بصوت عالي و الأكل مع إبقاء الفم مجولق عشان تشوف اللقمة و هي بتتاكل .. طبعا هاي السنفونية لعبت على أعصابي!) طبعا هي سألتني كيف اللوبيا و قلتلها إنها بدها طبخ و سِوا بزيادة على النار بس يمكن صعب هلقيت لأنها صارت حاطة عليه لبن. المهم مشيت العشا تمشاية و ودعنا بعض و مع السلامة. بعد بيومين شفتها , وفي سياق الكلام بسألها شو عملتي في اللوبيا؟ و ينزل علي الجواب كالصاعقة!!!!! هذا (أجلكم الله) حضرتها رايحة دالقة صحن الوبيا كله في التواليت "المرحاض" و فلاشششششششش الميه ! الله لا يعطيكي اياها العافية! ولك ليش هيك عملتي؟! قال مهي مش مستوية فكبيتها في التواليت عشان ممكن تطلع ريحتها لو كبيتها في الزبالة!! ولك ...أخ بس و مسكت أعصابي و ما ضربتها على شعرة


الجلطة 2

مرة كنا نتغدى أنا و إياها و كمان بنتين صاحباتي في فود كورت و أنا كنت طالبة أكل بيجي معاه صحن حمص صغير. فالأخت اللذيذة بتسألني شو هذا؟ قلتلها حمص! و لا هي بتقلي

what is it made of? tomato??????


الجلطة 3

لما حضرتنا سكنا البيت الجديد قعدنا فترة مش واصلنا لسة الإنترنت فكان الحل الوحيد نسطلقط إشارة إنترنت من الجيران و نشتغل عليه لربنا فرجها من عنده. الغريب إني كنت الوحيدة من بين البنات اللي زبط و لقيت سيجنال من الجيران و ما كانت الطنجرة لسة دارية بالطبخة. فبنحكيلها كيف عرفت إني أشتغل على النت بس الإشارة كتير ضعيفة و بنمزح و بنقول بلكن إذا طلعنا برة البيت نلاقي إشارة أقوى. الهبلة ما صدقت.. ركضت على اللاب توب تبعها و حملته و دارت في في كل الدار تفتش على إشارة و لما ما لقيت فتحت باب البيت و طلعت على ساحة البيت القدامنية و قفت تفتش و إحنا البنات إتسمرنا في مكانا من هول الصدمة و بعديها مشينا كل وحدة على مشاغلها.. بعد شوي إستفقدناها.. نطلع على الساحة ما في حد! حد خطفها؟ (و لسان حالنا يقول آمين) مش معقول! ولا وين راحت.. يا حزرتكم و ين طلعااااااات؟!!! الأخت المبجلة طلعت قاطعة الشارع و لاحقة الإشارة لواصلة لحديقة الجيران! و الله ستر لحقناها قبل ما توصل أبعد من هيك و تصير فضيحة بجلاجل! يعدمني إياها

الجلطة 4

مرة من المرات و إحنا في السوبر ماركت بنشتري أغراض البيت أنا و وحدة من البنات الهنديات و المدعوة إياها مرقنا على رفوف الكورن فلكس و هاي حبوب الإفطار و اللزي منه و قلنا أنا و الهندية بدنا ناخد منه. الطنجرة فجأة نطقت و سألت شو هذا؟ إطلعنا أنا و الهندية في بعض مش مصدقين.. و رحنا حكينالها هذا "سيريال" ما فهمت! يا ماما هذا كورن فلكس .. حبوب للفطور! تطلعت فينا و قالت ما بتعرفوا و سألت: هذا بنطبخ يعني!!!؟؟؟؟؟؟؟؟

ولك عليم الله أطفال زمبابوي بعرفوه


الجلطة 5

هاي النهفة صارت قدامي بس كتبتها وحدة من البنتين الهنديات و أنا بس رح أعملها كوبي و باست

the other night we went for a party and someone asked her do u drink؟ she said '' ya i drink tea''!

Another conversation went between a guy (T) and her (R) as follows:

T: What is your name?
R: R
T: WHAT? ( over loud music)
T:Ah! Ok! would you happen to know JUNG?
R: Are you JUNG?
T: Do boys & girls have similar names?, Is JUNG a boys name or a girls name
R: ARE U A BOY OR A GIRL?

EVERYONE AROUND ( INCLOSE HEARING PROXMITIY) LAUGHING ON THE FLOOR LAUGHING.

الجلطة 6

أول فاتورة كهربا و الغاز أجتنا على البيت كانت كبيرة بشكل مبالغ فيه. يعني مع قراءة عدادات الكهربا و الغاز ما بتيجي نص القيمة. فطبعا دخلنا بنقاشات إنه ليش هيك و قعدنا كل وحدة تتحزر إيش ممكن يكون السبب.. فجأة الصينية إكتشفت السبب و جابت التايهة! قال إحتمال سبب غلاء الفاتورة هو الباربيكيو اللي عملناه هديك اليوم و أكيد استعملنا غاز كتير! منطق برضه! عاد مش عارفة لشو كان الفحم يومها


الجلطة 7

البنت هاي كان عندها نظام غذائي غريب و مختلف عن أغلب المخلوقات اللي شفتها على وجه الكرة الأرضية. كانت كل يوم الصبح تصح من النجمة حوالي الساعة 5 أو 6 و تقعد تطبخ و تعبي الدار كلها ريحة طبيخ! تخيل تصح الصبح على ريحة طبيخ بدل قهوة .. معاها كانت أول مرة بحياتي أشوف حدا بطبخ ورق الخس! المهم كان الموضوع نوعا ما محتمل لحد ما أجا يوم و صحينا على ريحة قاتلة! والله رائحة تزكم الأنوف و مقرفة بشكل غير طبيعي!!! يعني لو إنها طابخا حدا ميت ما هو هيك! نزلنا نشوف طلع شي لونه أسود عم بغلي! سألناها عنه قال هدا دوا! قعدنا على هذا الحال فترة كل يوم الصبح نصحى على الريحة (يعني حرفيا الريحا تصحينا مع انه المطبخ في الطابق الأرضي و غرف النوم في الأول ) و ما نقدر نتنفس من الريحة و ما نصدق نلبس و نهرب من الدار هريبة

الجلطة 8

كان من عادتنا أنا و البنات نشتري الخضرة و الجاج مع بعض و نتشارك فيهم لأنا بكل الأحوال بنطبخ بنتعشى مع بعض و كنا نحسب الصينية معانا. مرة من المرات فاجأتنا بقرار إنها ما بدها تشاركنا في الجاج و بطلت تاكله لأنه معلمتها في الجامعة ما بتاكل جاج و هي بتعتبرها قدوتها بالإضافة إلى إنه الجاج بستخدم طاقة أكبر عشان يستوي من الخضرة فمن باب المحافظة على البيئة بلا منه إذا!قلنا لا إله إلا الله زي ما بدك.. بعد شهرين مرة بنفتح بالفريزر ولا بنلاقي ديك رومي و الله العليم وزنه لا يقل عن أربع كيلوجرامات إذا مش أكتر! إه! لمين هذا؟ إلك يا فلانة؟ إلك يا علانة؟ طبعا أنا و الهنديات سألنا بعض و ما خطر على بالنا يكون الديك الرومي لفتاة الطبيعة ! المهم سألناها طلع لجناب معاليها! طيب يا بنت الناس مش بطلت تطعاطي منتجات حيوانية؟! قال أجا على بالها فاشترت!!!! يعني الكمية أكبر من كمية الدجاج اللي بنستهلكها إحنا التلات بنات في شهر! يعني لما الواحد بيجي على باله شغله بشتري شقفة! تنتين! مش 5 كيلو!طبعا منظرها و هيه بطول الديك من الفريزر و تقعد تكسر فيه عشان تطلع منه شقفة تطبخها من دون تنظيف و لا ما يحزنوا منظر غير شكل

طبعا هي إلها نهفات و جلطات أخرى بس ما بتنحكى اشي لأني بستحي أحكيها غير إني إذا بدي أضلني أحكي في الموضوع مش رح أخلص و رح أقززكم

المهم الحمد لله الذي عافانا مما إبتلانا به


Saturday, June 26, 2010

هنديتين و طنجرة ... 1

صارلي زمااااان ما كتبت في المدونة اللي مفروض أكتب فيها عن حياتي أثناء الدرسة في بريطانيا و للأسف تحضيري لمشروع التخرج أخذ كل وقتي.. فبما إني تخرجت و صرت فاضية و ما في وراي غير أكش دبان فأحسن شي أعمله إني أكتب شو كان يصير معاي

وحدة من أهم الأمور التي تضع شخص البني آدم في إختبار هو مبدأ التعايش مع أشخاص غرباء في محيط محدود لفترة غير محدودة و النتيجة ان الشخص رح يكتشف جوانب جديدة و مختلفة في شخصيتة و شخصية الأخرين حتى لو إعتقد بالمعرفة التامة لهم

أول ما انتقلت لبريطانيا سكنت في سكن تابع للجامعة. الحلو فيه انه كان عبارة عن شقق صغيرة و كل شقة فيها أربع غرف بحماماتها الخاصة و الجميع عليه انه يتشارك بالمطبخ. طبعا هذا كان أحلى شي لأنه مجرد انه يكونلك غرفتك لحالك و خاصة حمامك هذا الأمر يحد من مشاكل بالهبل. مع هيك الحمد لله إنه ربنا رزقني بناس محترمة و نظيفة ما عدا نفر

المهم بعد 10 شهور من بداية الدراسة كان علي إني انتقل لبيت جديد و هون كان التحدي الحقيقي لأكثر من سبب رح أذكرهم في سياق ما سأكتبه

لندن تشبه دبي بشكل كبير فالمدينتين متعددتي الأعراق و الجنسيات و لذلك لم تكن لدي مشكلة في التعامل مع الناس عند وصولي للندن. لكن النقطة الوحيدة المختلفة هي الإحترام.. إحترام الناس بغض النظر عن جنسياتهم, لغاتهم , دياناتهم أو بيئاتهم. في دبي أو الإمارات بشكل عام تعودنا ان ننظر للهنود نظرة دونية و السبب في المشكلة انه غالبية الجالية الهندية هم العمال من ذوي الدخل الضئيل من ابو اللي بتقطر بالقطارة و بكونوا ما بتكلموا غير هندي (يعني حتى انجليزي مييح) و بداوموا في عز دين الشمس و مع شوية الزيت اللي بلوطّوه على شعرهم و البرياني بالتوابل اللي باكلوها بتطلع ريحتهم قلعاط غير شكل و بتكره اللحظة اللي شوفتهم فيها .. لكن في لندن كان الوضع مختلف. يعني بشكل لا إرادي ما حسيت بأي إختلاف بيني و بين الناس اللي حولي! يمكن عشان القانون ضد أي واحد تسول له نفسه يشوف حاله على الناس أو يمكن لأنه البلد نفسها ما بتدخل إلا ناس نظاف و معهم مصاري أو لأنه العرب في بريطانيا زي الهنود في دبي؟! بغض النظر كان في إحترام لكرامة الإنسان و التعامل معاه على أساس إنساني مهما كان شغله أو أصله و هذا شيء نفتقده للأسف في عالمنا الثالث

المهم أجت سكنتي مع تلات بنات في البيت الجديد... بنتين هنديات و وحدة صينية و للي كانت مليئة بالمفارقات و بتفندلها كتاب لحالها مع انه كل اللي سكناهم سوا كانوا لا يتجاوزوا أربع أشهر

ف.ب. : بنوتة هندية كانت ساكنة معاي في نفس الشقة في سكن الجامعة و كان عمرها 22 سنة و بتعمل دراسة الماجستير في علم النفس مع العلم انه هذا تاني ماجستير بتعمله! تخيلوا! يعني أنا صراحة ساورتني الشكوك انها يا بتكذب يا شارية شهادتها شراية لأنه مش معقول! بس مع الإيام أثبتتلي إنها شاطرة و قد حالها. المهم أول ما تعرفت عليها كان عندي ردت فعل طبيعية اني أبعد عنها (بمعنى أخر كشيت منها) بحكم تجربتي مع جاليتها لكن مع الوقت إكتشفت إنها بتشبهش الهنود في أي شي! البنت غنية لدرجة بتعيشني أنا و طايفتي كلها و لدرجة إنها إتصلت في أهلها في الهند بتبكي في أول مرة تنظف فيه حمامها لأنها ولا مرة إضطرت تنظف اشي في بيتها و لا لشو الخدم! عمري ما شميت عليها ريحة هنود و لا بتحكي زيهم و لا حتى مع هزة راس .. المهم انها غيرت كل نظرتي عنهم و انه الطبقية و العنصرية ما هو الا مرض في عقولنا إحنا بنصنعها و إحنا بإيدينا بنمنعها. و الصراحة إني من يومها تغيرت كل نظرتي و إحساسي الداخلي إتجاهم خاصة بعد ما رجعت على دبي (طبعا ما بحكي عن تعاملي لأني بكل الأحوال أنا بعامل الناس بإحترام لكن دواخلنا الله أعلم فيها و بكون إلها تأثير كبير حتى لو ما لاحظنا إنها بتنعكس على تصرفاتنا)... المهم هاي البنت الهندية طلعت مجوسية من تبعون عبدة النار اللي كانوا في بلاد فارس قبل ما يفتحوها المسلمين و أهلها هربوا من قرون و إستوطنوا الهند. بحكم ديانها في عندهم فترة في السنة بصوموا فيها عن الأكل الحيواني و بقتصروا على النباتي و الموضوع معقد لدرجة إني مرة كنت بطبخ فتة جاج و كنت بحرك الطنجرة اللي فيها مرقة الجاج و بعديها حركت بنفس المعلقة طنجرة الرز في نفس اللحظة اللي دخلت فيها البنت على المطبخ و لا هي بتسألني مفزوعة : إستعملت المعلقة نفسها في مرقة الجاج. سألتها ليش؟ فطلع انه حتى إستعملي لنفس المعلقة في طنجرتين ممكن يكسر صومهم فما بتقدر تاكل من الرز اللي كنت طابخاه. انا إرتبكت و بطلت أعرف شو أحكيلها فالصراحة قست على دينّا دين الإسلام على أساس أنه اللي ما بتعرفه ربنا ما بحاسبك عليه .. فأنكرت و قلت يا ربي سامحني.. المهم أنا و إياها ما كنا من الشخصيات اللي بتتوافق مع بعض لكن كان دايما بين كل إحترام و كانت و للمصادفة أكتر شخص قضيت معاه وقت أثناء فترة دراستي برغم كل الإختلافات بحكم سكنتنا مع بعض

س.ف. : كمان بنوتة هندية مسلمة.. من أجمل البنات الهنديات اللي شفتهم بحياتي. كانت تاخد معاي نفس المواد في الماجستير و كان في بينا شي مشترك انه احنا التنتين تربينا في الخليج غير انها عاشت فترة في الإمارات بحكم دراستها البكالوريس فيها و لما الواحد يكون في الغربة ما بصدق يلاقي حد يفهم عليه و عن شو بحكي. زي البنت الهندية التانية كانت س.ف انسانة نظيفة و مرتبة و أهلنا ميسورين و متعلمين و هذا خلاني أقتنع أكتر و أكتر أنه أكبر غلط اني أعمم خاصية واحدة على شعب كامل أو بمعنى أخر ستيربوتيب بيبول

ر.ق. : بنت .. بس عليم الله انها طنجرة مش صينية زي ما هو مفروض
(but there was a debate that she might be an alien or best guess, simply, a different species!)
يا الله شو قلبي حامل عليها لأنها كانت غلطت حياتي إني خلتها تسكن معانا. هاي البنت الصينية كانت ساكنة في الشقة اللي تحت شقتي في سكن الجامعة و بتدرس ماستر كمان .. لما تعرفت عليها أعطتني إنطباع بالطيبة لحد الهبل و كنت كتير أحيان بشفق عليها و بساعدها قد ما بقدر.. صارت بيني و بينها مواقف لكن سبحان الله كيف إنعمى على بصيرتي و هي بتترجاني تسكن معانا أنا و البنتين الهنديات و أنه أنا صديقها الوحيدة و ما إلها غيري طبعا بعدين قدرت أفهم و أحلل ليش ما إلها صحاب !! النهفات اللي كانت تصدر عن هاي الكتلة المتحركة الغبية كانت تطلعنا انا و باقي البنات من طورنا و تخلينا نتمنى نزتها من الشباك في كل لحظة بتمر.. و إليكم التفاصيل في التقرير التالي


يتبع في الجزء التاني

Wednesday, June 23, 2010

ثم بعد ...

ثماني شهور خلت منذ تخرجي و ها أنا ذا قابعت لا عمل لي سوى عد الأيام تلو الأيام عسى ربي أن يؤتيني خيرا منها رحمة من عنده


ولكني لا أخفي ان عاما من التجربة لم يكن كافيا و ان إحساسي بالعجز المعنوي قد زاد

إن كل الآمال و الطموحات قد تكسرت على أرض واقع جاف لم تمطر سماؤه منذ أعوام و لا يلوح في الأفق شيء قد يبعث على الطمأنينة و الأمل

و الأدهى أن مع إرتفاع درجات الحرارة لا يزيد عما يمكن مشاهدته غير السراب

فما أن تلح من البعيد فرصة عمل هنا أم في أقصى الأرض حتى أكتشف أن لا وجود لها أو انها ببساطة لم تكن لي من الأساس
...

سأعود للاحقا لأكتب من جديد و لأتحدث عما مضى أو ما قد يكون

هذه كانت بداية جافة و لكني آمل فيما هو آت