Saturday, August 27, 2011

خمسين دونم بشيييييكل!!

كان المفروض اكتب اليوم عن صلاة قيام الليل في المسجد ليلة السابع والعشرين من رمضان.. التي علمها عن ربي ان كانت ليلة القدر ام لا.. بالتحديد عن الصبي اللي تفحمت روحه من البكا وامه شاحطته بعد نص الليل عشان "تتعبد" ولا تعلم انها ظلمت نفسها وولدها وامة محمد -صلى الله عليه وسلم- اللي جاي تحي الليلة الرمضانية العظيمة ! لكن ليس هذا محور ما سأكتب عنه لأني وجدت ما حرق دمي أكثر وأطار النوم من عيني.

نقلا عن صحيفة هآرتز و الخبر منقول عن "عبير قبطي" من حسابها في تويتر ان احد موظفي الادارة المدنية في دولة بني صهيون قدمت له خمسين دونم من اراضي الضفة الغربية مقابل شيكل واحد سنويا!!!! اي ما يعادل ربع دولار!!ـ



بكل بساطة! هذا ما آلت اليه أراضينا الفلسطينية من رخص! ربطت البقدونس ولا كيلو الخيار اغلى من دنم ارض فلسطينية! تلك الأرض التي بارك الله حولها! في العادة عندما تبارك الأرض يرتفع ثمنها .. لكن يبدو ان هذا الأمر لا ينطبق على ارض بخس فيها اهلها وعربها وبيعت واشتري بها ما لا عُد وحُصر!ـ

ها هم ينادون لقيام دولة في حدود 67! دولة بلا حدود ولا جيش ولا أمن ولا سيادة! دولة مقطعة الأوصال بمستوطنات لا تكل كراهية واتساعا! دولة تباع اراضيها بشيكل واحد في السنة ثمنا لخمسين دونم! اي دولة واي سيادة واي سلطة تسكت على هذا! هي ارضي وعرضي! من يقبل ان يباع عرضه ويشترى بثمن بخس!!؟

لك الله يا فلسطين! لك الله! يبدوا انني اصرخ في وادٍ خال! ربما من الأجدى ان انزل السوق وانادي بعلو صوتي من على بسطة القضية الفلسطينية: 50 دونم بشيكييييييييل!! 50 دونم بشيكيييييييييييييل!! يا بلاش! ما رح تلاقي ارخص من هيك
فلسطين اصبحت رخيصة لدرجة ان دماء اهل غزة واشلاءهم لم يعودوا من الأهمية ليكونوا خبر يُذكر في نشرات الأخبار العربية والعالمية! موضوع قديم مل ّ منه الناس!  حتى ان اهتمام البعض بموضوع القصف الاسرائيلي على غزة في اول يومين - والذين بطبيعة الحال تلاشى بعدها واصبحى موضوعا منسيا- قد اثار حفيظة البعض "لانشغالهم" على ما يبدو عن الشأن السوري ومذابح نظام البعث السوري. وكأننا في حلقة مزاودة! ايهما اغلى: الدم السوري ام الدم الفلسطيني! حما ام القدس!  منذ متى كانت دماء شهدائنا سلعة نزاود عليها؟ لم احتساب المحنتين كطرفين اختصام يجب الوقوف مع احدهما ؟ لم قد تتعارض صرخة الم حمصية مع اخرى غزيّة؟ الى اي درجة وصلنا من الاستخفاف والستهانة بعروبتنا؟

عندما دعا امام صلاة القيام ليلة البارحة: اللهم ردّ المسجد الأقصى لأخويه في مكة والمدينة.. بكيت.. لي وطن لا استطيع رده! ضاع من ستين عام.. ضاع وهرم اثناء الإنتظار!! تعب الناس واغلب الظن انهم سئموا موضوع القدس بعد سبعين سنة! بدهم شي جديد.. زهقوا يا عليي!ـ
يُقال : للجميع وطن يسكنون فيه وللفلسطينيين وطن يسكن فيهم! وانا بدي وطن يسكن فيي واسكن فيه مثل باقي الخلق! يا ناااااااااااااااس!! خمسين دونم بشيكييييييييييييييييييييل!!ـ