Friday, June 17, 2011

رحلة البحث عن البخت

على سيرة سبع صنايع و البخت ضايع .. فكانت قصتي في البحث عن هذا البخت الضايع! في مدينة ظننت أني أحفظها عن ظهر قلب و أرض كانت أرض أبائي و أجدادي .. ولا تزال  .. و لكن في ذاكرة التاريخ! وشعب .. و ما أدراك بهذا الشعب!

بعد أحد عشرة شهر من البطالة عشتها بين محاولات يائسة لإيجاد عمل.. لاحت في الأفق فرصة – لم تكن بالمتميزة – ولكن يمكن لليأس أن يدفعك باتجاهات لم تكن تضعها في الحسبان .. و عملا بالمثل القائل "وين ما ترزق إلزق"، حملت "عزالي" و توجهت إلى "رام الله" بعد غياب دام حوالي 3 سنوات.

"رام الله" هذا الكائن الذي لا يفتأ ان يمتد و يُشحن من قبل السلطة الفلسطينية و من خلفها الحكومة الإسرائيلية لتحيلها عاصة "مؤقتة" بحسب الفلسطينيين أو "دائمة" بإرادة الإسرائيلين. رام الله لم تخلق مدينة، فقد عُرفت مصيفا يقصده الجميع لعقود طويلة. فهي تمتاز بموقعها المتوسط للأراضي الفلسطينية و قربها من القدس، بالإضافة لجوها الرائع صيفا. "رام الله" التي فقد سكانها الأصليون خصوصية تجمعهم السكاني؛ ما هي إلا قرية مسيحية أسسها أحد مشايخ عشائر الكرك المسيحية قبل خمسة قرون بجانب "البيرة"! "البيرة".. تلك المدينة الكنعانية الملاصقة و المتداخلة مع رام الله و التي تختفي الآن تحت هيمنة و إتساع رام الله.. لا أدري لو علم كبار عائلات البيرة حين باعوا خربة رام الله للشيخ الحدادين حينها ما سيحل بوضع المدينتين الآن.. هل كانوا سيتراجعون عن هذه الصفقة؟




ما يحدث في رام الله الآن اعتبره مبكي و مأسوف عليه. لطالما أحببت شوارع المدينة المحيطة بمركز البلد و خاصة شارع "رُكَب" لأتناول من بوظتها الشهيرة التي التصق بها اسم الشارع.. بوظة "رُكَب". و لكن تضخم المدينة المتسارع بوتيره لا يُمكّن أصحاب القرار من اللحاق به.. لا أعلم ان كان بسبب سوء التخطيط .. او عنصر المفاجأة الدائم السريع .. ام هو الفساد. و لكن في كل الأحوال فإن المدينة "المتعصمة" بدلا عن القدس لا تستوعب مقدار التفاقم السكاني الزاخر و القادم من أنحاء فلسطين المختلفة و كأن رام الله أصبحت المصب الوحيد لكل سكان الضفة الغربية وأعمالهم! بينما تعيش باقي المدن الفلسطينية في ظل التهميش.

رام الله أعطتني الفسحة و الحرية لتذوق الفنون بأنواعها من موسيقى كلاسيكية إلى عربية شرقية. بالإضافة إلى رقص تعبيري و أخر .. بمغص (على حظي)! استطعت ان اعيش افكار.. أراء.. شخوص احببتها و أخرى مقتها.. في كل الأحوال.. رمتني الأقدار في أحضان هذه المدينة مرة أخرى بعد غياب سنين لأعيش تجربة جديدة مليئة بـ "الأكشن" و المصادفات التي لم أحلم يوما بلقائها.. و للقصة بقية..



4 comments:

Whisper said...

الف مبروك الشغل الجديد, كل تجربه بالحياة الها طعمها الخاص, ان شاء الله تطلعي من هالتجربة بطعم حلو :)

شعور جدا بقهر لمّا احس انك بتحكي عن اشياء مبهمه جدا بالنسبة الي مع ان نفسي اعرف كل تفصيل و كل شبر بفلسطين

ربنا يكتبلنا انّا نجتمع هناك

Palestinian Princess said...

الله يبارك في عمرك
بس احداث القصة اللي بكتبها تعود الى 10 شهور ماضية و انا حاليا بكتب ما حدث لي بها

انا الآن عدت ادراجي بلا وظيفة و بخيبة أمل جديدة

رح احاول احكي اكتر و افصّل عن فلسطين في الكتابات القادمة

اللهم آمين.. يكتبلنا نجتمع في جنات النعيم

و يسعد صباحك
:)

sheeshany said...

ألف ألف مبروك أول شي

و شكلو القصة فيها أحداث :)

بانتظار التتمة إحنا

-----

محزن أن تتغير المدينة / البيئة

نحس بالعجز و نحن نرى التغيير و لا نقدر على منعه

هذا إذا كان التغيير إيجابيا ً أو محايدا ً ، فما بالك عندما يكون سلبياً :(

Palestinian Princess said...

الله يبارك في عمرك يا هيثم

بس انا لازم كنت عملت تنويه انه هذا الحكي صرله اكثر من 10 شهور اشتغلت فيهم 3 شغلات و تركتهم من ميلة البخت
:)

كلامك صحيح بالنسبة للمدن
و المشكلة انه مدنا الفلسطينية بتحط الإحتلال الإسرائيلي شماعة الأحداث مع انه جزء من هذا الشيء صحيح لكن جزء كبير منه سوء فهم و تخطيط