Tuesday, December 14, 2010

ذكرى بين الثنايا

كان من اللازم ان يحين موعده.. موعد ارتداء ذاك المعطف الشتوي.. كم طال إنتظار هذا الفصل الحزين .. ان تدمع السماء .. ان تُغسل الأرواح .. فلربما غُسلت بعض الأرواح الآثمة هنا و هناك

استيقظت ذلك الصباح لأرتدي المعطف متشوقة ..فلا اذكر اخر مرة ارتديته فيها! فقد انقضت اكثر من سنة و نصف دون ان احيا شتاءا قارصا حقيقيا. ها هي تمطر بغزارة خارجا وقد علا صوت الريح فوق كل الأصوات

اختطفت المعطف الداكن في عجل لأعدو باتجاه ركب العمل و ألحق بأخر صف جامعي وجب علي تدريسه . ساعتان من القيادة و لم يتسن له لمسي بعد حتى وصلنا لغايتنا. ترجلت .. أمسكت به .. ألبسته جسدي لنعدوا تحت وابل من المطر

يال شدة البرد .. هل لك بأن تغمر يدي بين ثناياك الدافئة؟ وقد فعل .. لأجد ورقة قد سبقتني مختبئة! ما كان ذلك؟ خالجني الفضول الشديد لأمسك بالورقة و أدفعها خارجا بداعي التفتيش.. ماذا عساها ان تكون؟

من الغريب ان تُحال الملابس الى صندوق ذكريات مغلق من فصل إلى أخر.. للتتعلق الأيام بأذيال الماضي و تترك وراءها دلائل و قرائن كي لا تُنسى. دفعت بالورقة خارجا لأجد بطاقة قطار بتاريخ 17 إبريل 2009 لترجعني لأيام الدراسة في لندن. لا أعلم ماذا كان في ذلك اليوم .. ولكني اعلم انه استوقفني للحظات .. غمرني بسحر الماضي .. بذكريات داعبت مخيلتي.. استوقفتني رغم المطر لترسم ابتسامة .. لتذكرني بما مضى و ما وصلت اليه من بعدها

اجدني كالطفلة الصغيرة عندما أفاجأ بأمر بين ثنايا الأشياء المبعثرة .. لتستوقفني .. سواء كان حَزِنا او فَرِحا او حتى من دون احاسيس تذكر. كم اتمنى ان أظل اعثر على شيئ جديد بين ثنايا ملابسي .. لربما سأكثر من إرتداء ما هو قديم

Tuesday, September 7, 2010

ما أحب و ما أكره من ممارسات دنيوية في هذا الشهر الروحاني

واجب علي من ليونس و مش حابه يخلص رمضان و انا مش عاملته مع أنه إلي فترة مش صحبة مع النت بالمرة

ما أحب في رمضان

 ـ*  بحب  الإرتياح النفسي اللي بحسه في أيام رمضان خاصة بعد مضي عدة أيام منه و كأنه نفس البني أدم تُغسل في رمضان
بتصير نفسي بسرعة بتبكي و بكون سعيدة لمجرد وحدة حكتلي السلام عليكم و ابتسمتلي و انا في المسجد

ـ* بحب الصلاة في المسجد و صوت الإمام و هو بقرأ القرأن 

ـ* بحب وقفتي بين الناس المختلفة أجناسها .. بين الهندية و السورية و السودانية و باكستانية.. ناس لا بعرفهم و لا عمري شفتهم بس بحس بالراحة و انا واقفة معاهم بين يدي الله في المسجد

ـ* بحب القطايف بس اللي بحبه أكتر القطايف و هي لسة عجين ما انحشت جبنة أو مكسرة
بعرف انه معدتي بتصير توجعني بعديها بس ما بقدر أقاوم

ـ* لما أكون في نابلس بحب كيف بصيروا يحطوا على رغيف الخبز حبة البركة .. بحس انه في شي جديد

ـ* بحب كيف بصيروا يزينوا البلاكين و الشبابيك في نابلس بالضواو الملونة


اللي بكرهوا من أمور بتصير في رمضان

ـ* بكره الجلي بعد الفطور .. بكون ما فيش طنجرة و لا صحن مش مستعمل و محطوط في المجلي من كتر ما في اشياء محضرة في المطبخ على الفطور  و بصير الواحد مش ملحق يخلص عشان ينزل يصلي العشا و التراويح

ـ* طبعا ما بحب المامات اللي بجيبوا اولادهم على المسجد و بدايقوا اللي بصلوا

ـ* ما بحب لما الإمام يوقف بين صلاة العشاء و التراويح او بين ركعات التراويح المتفرقة إستراحة و ينزلوا النسوان حكي و يبطل الواحد يسمع حاله شو بهمس مع نفسه من كتر ما بقلب المسجد خلية نحل زززززززززززززززز زنّ! و المفروض فيهم يستغفروا الله و يذكروه .. الله يسامحهم

ـ* بتدايق اني ما بحس في جو رمضان أثناء وجودي في فلسطين و عدم إنتباه الناس هناك (او على الأقل اللي بعرفهم) على الجانب الروحي و الديني للشهر الفضيل في حين الأمر مختلف في الإمارات و بنعطى الشهر حقه بشكل أكبر

ـ* بدايق أول الشهر عبين ما معدتي و راسي يتعودوا على نظام النوم و الأكل الجديد بس متى ما تعودت بصير الوضع ولا أحلى

ان شاء الله يكون ربنا تقبل منا رمضان و من الجميع
و كل عام و انتوا بخير

Saturday, August 21, 2010

على الماشي 2

إستدراكا للموضوع السابق على الماشي .. أحببت أن أضيف كم موقف


هناك فئة عاملة في مطار الملكة علياء تمثل شريحة غير بسيطة من المجتمع الأردني و بصراحة يدمى لها القلب
الحجات اللي بشتغلوا على تنظيف الحمامات العمومية في صالات المطار .. بحس بالحزن كل ما أشوفهم. في وحدة منهم و انا فايته الحمام قالتلي إستني بس بدي أمسح الأرض و بدت تحكي و تتذمر 
ضليتني ساكتة و بعديها قلتلها : يعطيكي العافية
فبتحكيلي: أي قولي الله يخذني .. اي ظل للفقير في هاي الدنيا إشي.... ـ
و كملت حكي و انا ما ركزت معاها لأني كنت لسة واقفة عند اول كلامها و هي بتحكي "الله ياخذني"! ـ
لا حول و لا قوة الا بالله العلي العظيم .. يعني ذكرني الموقف بقول علي بن أبي طالب رضي الله عنه, لو كان الفقر رجلا لقتلته



إحدى شركات الطيران تتباهى بتوسعة مقاعد الدرجة السياحية المسحوقة و تزويدها بوسائل أكثر إراحة .. في حين أن واقع الحال يضعني على أطراف مقعدي!ـ
مقعد الطائرة جاء في جوار بني أدم ما شاء الله طول في عرض "شلولح"! لدرجة إنه الكرسي مش مكفيه فمستلف نص الكرسي اللي قاعدة أنا عليه! رجله مش لاقيلها مكان فجاي عندي! و إيديه عبارة عن بني أدم لحاله ما شاء الله "الأخ من تبعون البدي بلدينج" لدرجة اني حسيتهم مسكرين على نص وجهي
الصراحة في الأول كنت كتير متدايقة منه بس بعدين فكرت انه شو ذنبه هو.. ما هو التاني بندوب حظه و ما مصدق تخلص ها التلات ساعات و يطلع ركض من الطيارة
مش طبيعي الشجع اللي في شركات الطيران

Friday, August 20, 2010

على الماشي

مجموعة مواقف حصلت معاي و إستوقفتني للحظات

لما بكون مسافرة عن طريق الجسر الإسرائيلي من و إلى فلسطين .. كل ما أمر على مجندة إسرائيلية  بتكون بدها تسلمني جوازي أو هويتي و بتقلي "مع السلامة!" مع إبتسامة .. بكون نفسي أوسع إبنتسامتها من الدان للدان و أقولها الله لا يسلم فيكي ولا عظمة بس ببلع الكلام مع كشرة و غصة بقلبي و بمشي


إحنا العرب ما بلبقلنا المنيح و لا بنفهم! و ما بنمشي إلا لتيجي مجند أو مجندة من حفدة القرود و الخنازير عشان تصيح فينا صوت و تهدد عشان نوقف في صف زي البني أدمين! طب ليش؟ ليش لازم نورجي حالنا بأسوء منظر قدام اللي مابسوى قبل اللي بسوى؟ و بتلاقي الحجات الكبار بدافشوا و بدحشوا حالهم بينك و بين اللي قبلك بالغصب و إذا ما سمحتلهم بتكون واحد قليل أصل و ما بتحترم الكبير
يعني حتى و لما يكون فيه نظام دور إلكتروني زي البنوك و اللي شكلهم إستحدثوه في جسر الملك حسين بتلاقي أمم متكالبة فوق بعضها عند كل شباك! أنا بالأول إستغربت و قلت شو هالناس! بس و الله طلع مش ذنبهم
طلع ضابط الجوازات بنادي 5 - 7 أرقام مرة وحدة فبتكوموا الناس ما شاء الله!! مش عارفة شو صار لو ناداهم رقم رقم


و يا حبيبي على عمّو سواق التكسي اللي بحكيلي عن حياته و و إنه ما كان بدو ياخد راكب طلب توصيل على المطار من جسر الملك حسين عشان لسة لازم يرجع على إربد.. بس شافني و شاف "النور اللي بوجهي" إرتحلي قلبه و قرر في لحظة إنه لازم يوصلني!! لدرجة إنه على لحظة حسيت بدو يوصلني لجوا المطار بعد ما وصلني و نزلي الشنط و هو نازل يعملي باي باي و يشاور بإيدوا و يودعني


و أخر نهفة هي نهفة التفتيش في المطار!!! اللي حتى اليهود بطلوا يفتشوا بالتشليح و اللمس زي ما كانوا زمان و صاروا بس يستعملوا أجهزة إلكترونية و لساتهم في المطار بنفضوا الواحد نفض لدرجة حسيت إنه الوضع أشبه بتحرش منه إلى تفتيش أمني... يعني الشرطية كانت بتفتش من قلب و رب لدرجة أني كنت رح أفقع من الضحك.. مهزلة


أه! و إتذكرت كمان وحدة! مطار الملكة علياء الدولي! (ركزوا معاي "الدولي") إحدى محلاته في السوق الحرة (بعرفش إذا كلها نفس  الحالة)  بتعاملوش مع الكريدت كارد سيستم .. ليش يا نغش؟ عشان الإنترنت بطيء
يعني مطار و دولي و سوق حرة و المفروض ناس من كل دول العالم رايحة و جاي و ما في سهولة في العملية الشرائية عشان الإنترنت بطيء.. عن جد عيب


و دمتم! فضفضة و طلعتها من قلبي

Thursday, August 12, 2010

4 X 4

أربعة أهداف لأربع سنوات قادمة

هذا ما تقرر علي كتابته بناءا على طلب الأنسة كيالة و أنا مسرورة لعمله و بحب أشكرها عليه .. مع أن سقف الأهداف لدي عال جدا و أربع سنوات هي مدة قصيرة إذا ما قورنة بحجم ما لدي من أهداف و هي كالتالي

أولاً
 أن أسدد ما علي من ديون مالية متراكمة من جراء دراستي في الخارج حتى أخر فلس حتى أستطيع أن أكمل حياتي و أحقق ما أصبوا إليه حقا


ثانيا
أن أبني نفسي مهنيا ليس فقط على المستوى المحلي بل حتى العالمي!  في عصر الإنترنت و التقنية العالية لم يعد هناك حدود .. فأنا لا أتنافس مع من أعمل في نفس البلد .. بل مع فنان في المكسيك أو أخر في فرنسا و ثالث في نيوزلندا و كمان أكمن مليون مصمم و فنان. ما زلت أحلم بأن أطور أعمالي و فلمي القصير ليشارك في مسابقات عالمية و مهرجانات


ثالثا
   أن أفتتح مكتبي التصميمي الإبداعي الخاص  بكوادر وطنية عربية قادرة على رفع سقف و مستوى الإبداع في التصميم الحركي و الجرافيكي (خاصة بعد ما شفت الوضع المتداعي في فلسطين) للأسف كل خبراتنا في الخليج و العالم الغربي و هنا في بلادنا مش عارفين يلاقوا ناس متخصصة عشان يفتحوا تلفزيون! (غير تلفزيون فلسطين المحلي اللي أقطع من التلفزيون السوداني) و هذا كله هو أحد الأسباب اللي خلتني أسافر و أتعلم عشان أرجع أساهم إن شاء الله


رابعا
أن أقوم بعمل يحسب لي في ميزان حسناتي لأجل فلسطين و شعبها المناضل المطحون خاصة و المسلمين عامة. مع أنني بدأت فكرة عمل خيري تطوعي و لكني لم أكمله. و لكني أتمنى أن يكون لدي إمكانيات أكبر في القريب لأكمل ما بدأته إن شاء الله


طبعا كل الأهداف السابقة لن تتحقق من دون إيجاد عمل أولا.. لذلك لم أذكره في الأهداف و كأنه تحصيل حاصل
كما أني لم أذكر أمور أخرى كالسيارة و السفر و الدراسة التي هي من إهتماماتي بالطبع .. لكنها أمور قد سبق أن إمتلكتها (و فقدتها) أو قمت بها بعد أن كانت من أهدافي السابقة .. ولكن أنا الأن أبدأ من جديد .. من الصفر .. مع أولويات جديدة و أهداف مختلفة


بحب أعمل تاج للمدونات الصديقة التالي .. و إن شاء الله ياخدوا الموضوع بصدر رحب


Tuesday, August 10, 2010

من عاصمة الكنافة

كان لازم كملت الجزء الثاني من القصة لكن للأسف مش قادرة ألاقي وقت
مشغولة بطلعات و نزلات وعزايم و كل يوم بقول بدي أقعد و أكتب و ما بصحللي

بس عشان أطلّع الفرقية مؤقتا و أكفّر عن تأخري .. و بما إني في مدينة الكنافة و الجبنة و الصابون بقدملكم أزكى كنافة موصية خص نص عشاني
كنافة نابلسية برمة
:D
حاسبة حساب ليونس كمان
:hug:

تفضلوا
:)






و كل عام و انتوا بألف خير و ينعاد عليكم رمضان بالخير و المحبة و المغفرة

Friday, July 30, 2010

رحلة سفر (الجزء الأول) : في طيات الماضي..1

المكان: مركز المتابعة – عمّان

الزمان : 30 حزيران 1990 – ظهرا

الأحداث: ـ

حرّك قدمه اليمنى للأمام و للخلف تارة و قدمه اليسرى تارة أخرى في محاولة بائسة لكسر جمود الوقوف الذي طال إنتظاره بين صفوف المراجعين. أطل برأسه جانبا ليتفقد دوره في فضول؛ فيتنهد و يعود معتدلا في وقفته : ـ"هانت! كلهم 12 واحد قدامي" ـ

يباغته صوت قوي فجأة من الخلف فيلتفت ليرى ضابطا على بعد سته أشخاص منه و قد أقفل الباب الرئيسي للمكتب موجها العدد المتبقي من المراجعين المنتظرين قائلا: "خلص إكتفينا اليوم". يا له من محظوظ! فلو أنه تأخر بضع دقائق في المجيء هذا الصباح لما كان من المحظيين المتبقين و ما كان ليتسنى له أخذ رقم يخوله لمواصلة سفره للضفة الغربية عن طريق جسر الملك حسين : "لكان راحت عليه لبعد العيد!".  ـ
إنها فترة الصيف و موسم الإجازات و الترحال كحال كل المغتربين .. لكن ليس له أو لزوجته و أطفاله وجهة غير الأردن و فلسطين اللتان إعتاد السفر إليهما.ـ

وصل دوره ليقف أمام الضابط الأردني المسؤول و الذي بعد تفحص دقيق لأوراقه يتناول بيساره إحدى البطاقات البيضاء و تهوي عليها بيمناه بالختم الرسمي الخاص ليدون:ـ

رقم الدور : 45

تاريخ اليوم: 30 حزيران 1990





المكان: موقف سيارات العبدلي – عمّان

الزمان : 6 تموز 1990 – الساعة 6 صباحا

الأحداث: ـ

ركب الجميع في السيارة المتوجهة إلى جسر الملك حسين في غور الأردن؛ و قد حمّلوا سقف السيارة أمتعتهم و تأبطوا أطفالهم و أوراق سفرهم الذي تجاوز عددها أي أوراق قد يحتاجها مسافر في هذا العالم. فجاوز السفر لا يكفي للعبور بل يجب أن يتعدى إلى "بطاقة متابعة الجسور" , " الهوية الإسرائيلية" بالإضافة إلى "تصريح المرور الإسرائيلي"!ـ

إحتضنتهم جبال عمان الشاهقة لتستقبلهم الجبال المنسابة المؤدية لوادي غور الأردن و تتركهم على أعتاب جسر الملك حسين الذي ضج بالمسافرين و أمتعتهم منذ ساعات الصباح الأولى.ـ

ما أن تطأ أقدام العائلة الأرض حتى يسارع الأب إلى مركز الجسر ليقف في صف جديد ليقدم جواز و وثائق سفره هو و إمرأته التي تركها مع أطفالهما و الحقائب في محاولة جادة لإيجاد بقعة صغيرة يقفون عليها لتقيهم قيظ الشمس الحارق وسط المكان الذي إفترشه الناس بين المقاعد الإسمنتية الزرقاء و الأرض التي إستحال لونها سواد من أكوام الذباب.ـ

حرارة الجو لا تحتمل و كذا الرائحة التي كانت تملئ المكان و تزكم الأنوف. مرت ساعة أو أكثر قبل أن يعود الأب بما هو أكثر ثقلا من الحرارة و الرائحة مجتمعة. "راح علينا الدور! و كان علي أخذ رقم جديد .. 150 !!" لينزل الرقم كالصاعقة على زوجته و تترجم كبرى أطفالها ملامح وجه أمها و ما يعنيه ذلك من ساعات طوال حارة عليهم إنتظارها حتى يتسنى لهم مغادرة المكان و التوجه إلى الجسر الإسرائيلي مرورا بنهر الأردن.ـ

مرت الوقت كالدهر علبهم.. يتخللها أصوات بكاء و عويل الأطفال و محاولات الأم المنهكة إبقاءهم تحت ناظريها بين أكوام اللحم البشرية المترامية على الأرض الإسمنتية الحارقة. كان صوت المكبر يدوي طارخا بأرقام المنتظرين واحدا تلو الأخر. و ما أن يُسمع رقمٌ حتى يسارع أحد الموجودين بالفرار من مكانه حاملا أمتعته كمن فاز بالرقم الرابح!  ـ
ـ"رقم 150"!!! يعلو الصوت مدويا من السماعة لتضيء وجوه الأطفال التي علتها ملامح تعبة كأنه العيد. ليحملوا حقائبهم في عجل و يتوجهوا إلى الحافلة. ـ




المكان: الحدود الأردنية الإسرائيلية – الجانب الأردني

الزمان : 6 تموز 1990 – الساعة 12:30 ظهرا

الأحداث: ـ

ًتتحرك الحافلة المعبأة بالرجال و النساء و الولدان ببطأ في درجة حرارة تزيد عن الأربعين درجة مئوية في الخارج و تضاهيها حرارة داخل الحافلة التي ضُغطت كأنما سحب منها الهواء و قارب من بداخلها درجة الإستواء لتتعالى أصوات الأطفال باكيا تستنجد الرحمة من هذا السعير .. لكن لا من مجيب.ـ

تتوقف الحافلة لدقائق ثم تتابع المسير لتتوقف مرات متعددة في إنتظار الدور للمرور إلى الجانب الإسرائيلي. ـ
و أخيرا حان الدور؛ و لكن ما أن تتخطى الحافلة الحدود حتى تتوقف من جديد و يدخلها مجند إسرائيلي مدجج بالسلاح آمرا جميع الذكور بالترجل من الحافلة مع إبقاء النسوة و الأطفال داخلها لحين تفتيش الحافلة و تفحص هويات الجميع. ـ

ما أن ينتهي الجنود حتى يأمروا الجميع بالعودة إلى الحافلة التي يمنع فيها جلوس الرجال في المقدمة و تنطلق احافلة على درب المعاناة من جديد. 
 دقائق طويلة تمر قبل ان يصلوا لمركز الجسر الإسرائيلي "داميان" لتبدأ مرحلة تفتيش جديدة موسعة.ـ


يتبع ....

Tuesday, July 27, 2010

سفر X-Files

موسم الصيف و الناس مسافرة و الصراحة في شغلات يعني جد بلاقي فش إلها تفسير !! ـ


ـ عند إقلاع الطائرة و هبوطها ليش لازم تضل الشبابيك مفتوحة؟


ـ ليش قبل ما تهبط الطائرة لازم يلموا الحرامات و السماعات زي اللي خايفين نسرقهم؟ و إذا خايفين نسرقهم ليش بلموش المخدات طيب؟ و إذا لأ ليش بستنوش لحد ما ينزلوا الناس من الطائرة و يلموهم؟ طيب مش أحسن يخلوا الناس ملتهيين بالتلفزيون و الإذاعة لحد ما تهبط الطائرة؟

ـ ليش أول ما تلمس عجلات الطائرة أرض المطار لازم الركاب يقيموا الحزامات زي كأنه الهم على قلبهم؟ مع إنه الطائرة لسة في مرحلة هبوط ؟


ـ أخيرا و ليس آخرا النقطة اللي ما إلها تفسير أبدا تقول إكس فيلز! لما يصير وقت إستلام الأمتعة و تطلع الشنط و تصير تمر على السير الجلدي المتحرك و بكون فيه 100 بني أدم واقفين يستنوا و 100 شنطة بتلف قدام الناس بس ولا حد لاقي شنطته!! يعني هذول شنط و أغراض مين؟

Monday, July 19, 2010

إكتشاف الذات

في عالم أنصَهِر فيه بين القيل و القال



ابحث عن بعد أخر أكتشف فيه الذات



بُعد لا أعرف له لغة أو دين



بُعد أختبر فيه نفسي و أتحداها



فلربما أكمل مسيرة البحث التي إبتدأتها منذ عامين



فها هنا لم يكن القهر هو سيد الموقف و لا كانت ندرة المال شماعة الأحداث.. ـ



ولكن هي المسلمات تنسيني حقيقة من أنا



و تنحيني جانبا عن الذات..ـ



الذات التي ضاعت و ضاقت ذرعا بين ما قيل و ما لم يقال



بين عموم أناس تشابهوا في الوجوه و أفئدتهم هواء



فهل من سبيل إلى ذات علمت بمستقبلها لكن تاهت بين مفترق من الطرقات؟

Wednesday, July 14, 2010

الإجازة الدولية في العلوم المطبخية

الأسبوع الماضي و لظروف إضطرارية كان علينا , أنا و أخواتي و أبي , العيش لفترة بدون أمي و بما أني أكبر خواتي فكان واجب علي تولي المهام الإدارية المنزلية بما فيها الطبيخ.  ـ

في شغلة كانت دايما والدتي تتقّل و تستصعب منها. كانت دايما تحكي الطبيخ كوم و إني أعرف شو أطبخلكم كوم تاني. الصراحة ما إكتشفت حقيقة اللي بتحكيه إلا لما مسكت زمام الأمور و شفت كيف كل واحد في البيت بعجبه أكلة و اللي بعجب أبوي مثلا ما بعجب أختي و بالعكس. كل واحد بذوق و كل واحد برأي و من الصعب إنك تجمع الكل على طعام واحد بدون تذمر مع محدودية المصادر الغذائية في بعض الأحيان. فعشان هيك مرة من المرات كانت النتيجة إني طبخت تلات طبخات في نفس اليوم! وحدة منهم كانت شوربة بتشبه شوربة كانت تطبخها ستّي (جدتي) الله يرحمها و بسموها شوربة "مسلمة" (بس بعرفش ليش). و صار يحكي للكل إني طبخت شوربة " شبة مسلمة" (حسسني إنه شوربتي عليها حد الرّدة) عشانها بتشبه شوربة ستّي. عاد هات فهمه إنه شوبتي شكل و شوربة إمه شكل تاني. ـ

المهم موضوع الطبيخ مش جديد علي.. بعرف أساسياته بس الفضل أغلبه يعود للغربة و حقيقة انه الواحد ما بتعلم إلا لما ينرص! أول ما وصلت هديك البلاد كان أول قرار إلي إنه ما رح أكل دجاج أو لحمة بما إنه الذبح مش حلال و شخصيا ما عندي فكرة وين ممكن ألاقي ملحمة مسلمة. و بالنتيجة صفّى كل أكلي خضرة و بقوليات و غالبا باستا. اللي ساكنين معاي تحملوني شهر و بعدين قالولي هو إنت مطولة؟! خلص مشيها .. نفسنا بجاج. أنا الصراحة كنت زيهم و قلت الله يسامحني. ما كنت أشتري لحم أحمر (خوف أبصر شو يطلع) و أكتفي بطبيخ الجاج. ـ

بذكر أول مرة حاولت أطبخ فيها أكل بيخنة (يعني خضرة و جاج بمرقة و جمبيها رز) النتيجة كانت غير مشرفة و أصداءها ما تزال تروى على مسامعي من حين لأخر للتذكير (شجبا و إدانة) بالتعذيب اللي إضطروا جماعة السكن ياكلوه. على حد قولهم (اللي شكله مجامله) الطعم يؤكل لكن المنظر كان أشبه بكائنات حية تسبح في مستنقع. من كتر ما كنت معدّله جبت أكبر طنجرة عندي؛ طفحتها مي و حطيت أكمن مكعب ماجي و بعدي ضفت الخضرة عليها!!  ـ

من يومها تعلمت من غلطي و صرت كل طبخة أضرب تلفون دولي على إمي أسألها تفاصيل كل طبخة و الحمد الله ربنا بيّض وجهي. حتى صارت الطبخات تنطلب بالإسم: المقلوبة (اللي كنت أسميلهم إياها
upside down )
 و المجدرة و طبيخ اللبن غير الفاصوليا و اللوبيا و صواني الخضرة و الجاج و حتى القطايف أيام رمضان عملته بإيدي. و لإني معدلة كتير و بعرفش كيف أنقر كوسا و باتنجان إستسهلت الفلفل الحلو و عملتلهم محشي فلفل حبوه لدرجة إنه وحدة من البنات الهنديات بعتتلي إيميل خصوصي بعد ما تركنا بريطانيا و روحت على الهند تسألني عن طريقة عملها هي و المقلوبة . على قول زميل دراسة إلي: ـ

"I am not sure if you are going to be a better designer, but I am sure you are going to be a better cook”

بس في شغلتين للأسف تسود وجهي فيهم؛ الملوخية قد ما حكيتلهم عنها و تغزلت في طعمها.. لما طبختها شكلي طبختها زيادة عن اللزوم و كانت ملوخية ناشفة مش طازة. فلما كشفوا عن وجه الطنجرة و شافو منظرها و سوادها شنكت و جوهم و أنا تسود وجهي و لولا الجوع و الحيا مني كان كبّوا صحونهم بالزباله. طبعا من هداك يوم ما جبتلهم سيرتها. ـ

الشغلة التانية كانت الحمص. لما كنت أروح على السوبرماركت.. كان يبقى هناك نوعين؛ واحد صناعة إسرائيلية و واحد صناعة
بريطانية محلية. فالبداية ما إنتبهت و شريت الإسرائيلي اللي ولاد الكلب عاملينه زاكي و مسمينه
"sabra"
 زي إسم مخيم صبرا اللي إرتكبوا فيه مجازرهم بحق الفلسطينين في لبنان. بعد أكمن مرة إشتريناه و كنت أنا أدمنت عليه و غيري جربه أول مرة في حياته و حبوه إكتشفنا الموضوع (اللي ما كان غيري سائل أو مهتم فيه) قررت إنه ممنوع حمص إسرائيلي. لكن للأسف النوع المحلي البريطاني كان طعمه ما بتاكل.  ـ

في يوم من ذات الأيام كنت كتير متدايقة و رحت على السوبر ماركت و لميت كل الخرابيش اللي ممكن يدبها الواحد في بطنه عشان يزيل شعور الكآبة و للأسف كان من بينها الحمص الإسرائيلي اللي أخذته و لما رجعت على سكن ضبيته جوا جوا في التلاجة زي اللي عامل عمله عشان ما حد يكتشف. بس ربنا كان كبير و إكتشفوا الحمص و زفوني زفة محترمة و على قولهم: ـ

" you sold your soul to the devil for humos!"

من يومها قررت أعمل الحمص في البيت و قلتلهم و لا يهمكم! عملته مرة و مرتين و تلاتة و كان كل مرة ينضب في الثلاجة لحد ما يعفن و ينكب. يعني حتى أنا ما إستحسنت طعمه. ـ

من أجمل الأوقات اللي كنا نقضيها هي جمعت الفطور. و كان في إيام أعملهم فطور فلسطيني (أو بالأحرى عربي شامي) فيه جبنة عكاوي مقلية و زيت و زعتر و مربى عاملته خالتي و كانوا يطيروا فيهم. جد أدمنوا الجبنة و الزعتر اللي كانوا لا يقدروا بثمن خاصة الجبنة اللي كانت نادرة و مش رخيصة. ـ

ما كان الأكل العربي هو الوحيد اللي بنطبخ. كان عنا نظام؛ كل واحد بطبخ في يوم و اللي ما بطبخ بتوزع عليهم الجلي (و طبعا في ناس ما بعرفوا يطبخوا و راحت عليهم كل يوم عليهم جلي). كنت أكل الأكل الهندي اللي كان ينطبخ و كان جيد بس سبحان الله ما في زي طبيخ و أكل بلادنا.  ـ

Monday, July 12, 2010

أسبوعان من الحب

أرخى رأسه على صدري .. إمتعض قليلا .. فرك وجهه بين جنبات صدري ثم عاد مستسلما بعد أن إرتاح إلى إيقاع دقات قلبي .. ها قد وجد مرجعا يسند إليه حياته البسيطة قبل أن يغفو.   ـ

رفع رأسه لتحدق بي عيناه السوداوين؛ كأنهما ثقبان أسودان يمتصانني و يجذباني لبعد لم أعرفه قبلا.. جاذبية قل ما أجدها في شخص غيره. أغمض عينيه و أشاح بوجهه عني مخفضا رأسه.  ـ
يدٌ تستند إلى أطراف كتفي و أخرى تعبث أناملها بذراعي.. تدغدغني .. تضحكني .. ثم تبكيني.. كيف لا و هو أروع من إحتضنت؟

للحقيقة فهو ليس أجمل من رأيت .. لكنه من أكثرهم براءةً .. مقاتل و مقاوم شرس لوسائل تعذيبنا .. لتنظيفنا و تطبيبنا .. لحمايتنا له.. لكنه لم يكن و لن يكون لي .. فحبه الأول ينتظره.. لكني أختلس اللحظات لأقضيها معه وحدنا.  ـ

يعود فيفرك وجهه إمتعاضا و ما يلبث أن يصرخ باكيا ؛ لتمتد يدا أختي و تختطفه مني .. فهو حبها و هي أمه و قد حان وقت إطعامه.  ـ

Tuesday, July 6, 2010

قصة محندقة: جلسة إستحضار

جميع الأحداث و الأشخاص الموجودين في القصة المحندقة التالية يشوبهم شوائب عدة و لا يمكن التميز بين ما قد يكون واقعا أو من نسج الخيال


أغمضت عينيها تَسْتَحضِر أشباح الماضي باحثة عن سبب يدعوها لما هي مقدمة عليه. أحالة حب و مشروع زواج حكم عليهما بالإعدام يبدو كسبب كافٍ؟ أم هو العمل الروتيني الذي راوَحَ مكانه لسنوات عدة دون بارقة أمل في مستقبل واعد؟ أم هو الهروب لمجرد فكرة الهروب كان هو السبب؟


تحركت شفتاها متمتمة : "إهدئي! إهدئي! كل شيء سيكون على ما يرام.." .. أهٍ من هذه العادة التي لا تستطيع عنها فكاكاً! فغالبا ما تكلم نفسها كأنما لسانها يسوقه عقل منفصل عن الجسد.. يحنو عليها تارتاً و يقسو عليها مرات. إمتدت يسراها إلى ذراع المقعد بينما تحاول أناملها عابثة أن تجد طريقها إلى أحد الأزرار المثبتتة فيه. أخيرا! ها هو ذا! تضغطه ليتراجع ظهر المقعد للوراء و تتراخى هي معه في محاولة يائسة للحظة صفاء مع النفس


..ـ"ليته يعود بي أدراجي.." أهٍ لو يستطيع هذا الطيار أن يسمع ذاك الصراخ الذي يتردد بين جنبات صدرها مناديا بالإستسلام و بالتقهقر إلى حدود ما قبل وزن الحقائب و ذرف الدموع في خضم إحتفالية الوداع ... لوهلة تبدو تسعة عشر شهرا من التحضير لهذا اليوم ليسوا بذات أهمية ... تسعة عشر شهرا ما بين طلبات إلتحاق بالجامعات و تأمين للدعم المالي من هنا أو من هناك كانت ملأى بالعزيمة و الإصرارة .. ها هي ذا تسقط خانعة أمام لحظة ضعف و خوف من حياة قادمة هي ضرب من المجهول


ها هي معلقة بين أطراف السماء تبعد ألف الأميال عن أخر بقعة تعرف لها شكلا أو لأهلها لغة. لربما جلسة إستحضار الأشباح و ما قد تأتي به من أسباب يكون خير ما يمكنها القيام به الآن لعل خوفها يجد ما يقتات عليه. لطالما عُرفت بطموحها و قوة عزيمتها و شغفها بعملها و لكن أهم من ذلك كله هو عِنُدها و إصرارها على تحقيق ما أرادت و إرادتها بتغيير مسيرة حياتها مهما كلفها ذلك


تقطع تلك اللحظات صوت نسائي : " قهوة؟". تفتح عينيها و تنظر جانبا لتجد المضيفة و قد حملت ما قدّر لها ان تحمل من من إبريق معدني متوسط الحجم و صينية صغيرة. أطلق السؤال ذكريات تكاد تكون قبل دقائق لتأخذها لصوت حانٍ يسألها صباحا : " تشربي قهوة؟" ... " تفطري؟" .. "بتحبي أكويلك شي عشان تجهزي بسرعة" .. و كأنه شريط لا ينتهي! كيف إستطاعت أن تكسر قلب الأم و تبتعد عن نبع لا ينضب من العطاء و الحب؟ .. يقطع الإستجواب ذات الصوت مرة أخرى: "قهوة؟" .. تطأطأ برأسها موافقة و تتناول قدح القهوة العامر الذي لا يشبه في شيء قهوة "حبيبة القلب" .. "أه يا درويش كم أحن لقهوة أمي و ملمسها!".. ـ


ما أشبه هذه الساعات التي تعيشها بالبرزخ , معلقة بين وجهتين .. ليس لها إلا أن تراجع ما إقترفته و ما هي مقدمة عليه و لا يعلم به إلا بارئها. فهل ستكون حياة نعيم أم شقاء؟ شهورطويلة ستعيشها مغتربة في أرض لم تطأها قدميها من قبل, لا تعرف لها جغرفيا و لا لأهلها تعاملا و "الله أعلم بسِلْوِ بلدهم". . تبتغي عِلما لم تجده بين أهلها و طمعا في فرص ربما ستدر عليها مالا وفيرا يوما ما


ما هي إلا سويعات حتى تلمع إشارة ربط الأحزمة من البعيد مصحوبة بصوت قائد الطائرة معلنا إقتراب الوصول من الوجهة المقصودة , لتحط الطائرة رحالها خلال أطول نصف ساعة من أعوامها الستة و العشرين. من المعتاد أن تهرع لتكون من أوائل الذين يتركون الطائرة لكن أرجلها لا تقوى على إستدراجها هذه المرة فليس هناك من ينتظرها على الطرف الأخر من ذلك الحاجز المعدني الذي يفصلها عن العلم الخارجي


تقطع أخر منفذ للمرور بعد أن طبع على جواز السفر الذي أثخنته كثرة الأختام أخر ختم دخول .. لتقف برهة و تسترجع تلك العادة التي لا تعرف عنها فكاكا :"ها قد بدأنا! لا مجال للرجوع الآن!"......ـ

Saturday, July 3, 2010

"أحمر طويلة مصنع بيضة" ..

يبدو العنوان و للوهلة الأولى إنه يا أنا مهلوسة أو بخرّف و مش عارفة وين ربي حاتطني ... بس بحب أعرفكم بالتسمية الجديدة للباذنجان مش مصدقين؟ بتخوت يعني؟ لا و الله! هي مما يمكننا تسميته بالمضحك الممبكي أو بشر البلية ما يضحك! أه والله بليه و بلوة إبتلت بها لغتنا العربية على يد مواقع الترجمة على النت و حبايبنا من الشعب الهندي

قبل شهور وصلتنا دعاية لمنتجات تباع في سوبر ماركت و تقوم بعرض المنتوجات و أسعارها لإستقطاب الناس .. فبدل ما تهتم بأسعار المعروضات تلطمك أسماء المعروضات وترجمتها المبدعة من الإنجليزية للعربية

فسبحانه! أضحى الباذنجان هو أحمر طويلة مصنع بيضة!! و دا كان من إيه ولا مؤخذة؟


Butter Cookies = ملفات تعريف الإرتباط الزبد
مش عارفة هذا بتاكل و لا بتاخد كبسولات بعد النوم




Folding Mat = تجليد في الإنتخابات

يا لطيف! شكله مدعوم من بعض الأوساط السياسية


أترككم مع المزيد! إنجوووووووي

إنقر الصورة للتكبير




Thursday, July 1, 2010

و ازدادوا مُحْرَماً

بشرى سارة أزفها لكل دعاة الحفاظ على قدسية و شرف المرأة.. لقد إزداد عدد محارمي محرماً! ربما ليس مؤهلا لوظيفة محرم بعد و لكن على إعتبار ما سيكون في غضون الخمسة عشر سنة المقبلة إن شاء الله

منذ أن وُلِدت ترعرت في بيئة قليلا ما ترى المذكّر بين المعارف. فأبي هو الرجل الوحيد بين نساء البيت.. هذا البيت اللذي كان يبعد تسعمئة كيلومتر مسافةً عن أقرب قريب لعائلتنا في مكان لم يكن من المسموح لنا ان نرى منه ما هو أبعد من باب المنزل من دون مرافق و الذي غالبا ما يجب أن يكون مذكراً و من لنا غير والدي محرماً!... و بطبيعة الحال فمعارفنا مقتصرة على الإناث كما يساق الحال على مدراسنا و مدرساتنا

كان من الطبيعي أن أن أُكَوِن فكرة عدائية تجاه الذكور بوصفهم عديمي الإحساس.. لا يعرفون معنا للحب و الشفقة و ان الإناث هن المخلوقات الوحيدة القادرة على أن تحب و أن لا تخون أبدا.. إحتجت لسنين طويلة لأصحح معلوماتي تجاه الجنس الأخر .. إعذروني فلم أعرف الكثير سواء كانوا محارماً أم غير محارم

لثماني عشرة سنة من عمري لم يكن الأمر مزعجا فماذا قد تحتاج الفتاة الصغيرة و المراهقة في الدنيا غير أبيها .. بطلها الأول و الأخير! و لكن لأهمية التعليم في عائلتنا شأننا كشأن كل العائلات الفلسطينية (اللي كل راسمالنا هو التعليم) كان علي أن أسافر أنا و أخواتي لنكمل دراستنا الجامعية .. لخمس سنين متعاقبة إستطعنا بقدرة إعجازية السفر لوحدنا بلا مرافق ذكر بين دول مختلفة ليس فقط لنعبر الحدود الإسرائيلية الفلسطينية - الأردنية برا و من ثم الأردنية - الإماراتية جوا بل أيضا الحدود الفلسطينية - الإسرائيلية الداخلية سيرا على الأقدام و عبر المواصلات و حتى ركوبا على العربات و الحمير إبان الإجتياحات الإسرائيلية للمدن الفلسطينية. كل ذلك بدون محرم .. تخيلوا! فقد كان من الصعب إذا لم يكن من المستحيل أن يرافقنا والدي جيئة و رواحا. إستطعنا كفتيات لا نتجاوز العشرين عاما الإعتماد على أنفسنا. لا أفهم إلى الآن سبب عدم موافقة أزواج أخواتي لتنقلهن في أرجاء المدينة لقضاء حاجياتهن أو لزيارتنا و قد قطعن حدودا و مئات الأميال من دون مساعدة

مرت الأيام و لاح في الأفق حلم الدراسات العليا .. الحمد لله أن لي والداً يضع ثقته فيّ , كما يؤمن بأهمية التعليم فبارك سفري لإنهاء دراستي خارج حدود الوطن العربي. لكن بما أننا نعيش في مجتمع يستحي من المرأة و يظن الظنون بكل فتاة قد تسول لها نفسها كسر القيود و ملاحقة أحلامها خارج إطار المجتمع المحافظ (و إن كان "بعض الظن إثم" و "قذف المحصانات" لا مكان له هنا حتى بين المتدينين) فكان واجبا أن تبقى خطيئتي (في نظر الكثيرين) على مستوى عال من السرية و الكتمان لكل من يحيطون بنا من معارف خوفا من القيل و القال. و لربما كان الأحرى بي الإعلان عن وظيفة "محرم" شاغرة ليخفف شيئا من قسوة الكلام اللاذع من بعض النسوة هنا و هناك

لطالما كان مجتمعنا قاسيا و غير متفهم للواقع الذي تواجهه النساء كما إكتشفت للأسف الشديد بعد التجربة أن أكبر عدو للمرأة هي المرأة إلا من رحم ربي! ها قد خرج للحياة أول طفل لأختي الحبيبة قبل يومين ليصبح لي (على ما قد سيكون يوما ما) محرما لي إذا ربنا أعطانا طولت العمر .. كما لم يأذن الله لي بالزواج بعد و لذلك لم أرزق بأولاد ليكونوا لي محارما و بطبيعة الحال لن يعيش ليبقى أبي (أطال الله في عمره) لبقية حياتي .. فيا أهل الشرف (الذي إختصر بنون النسوة) هل لي بستثناء لأكمل حياتي بشكل طبيعي؟

Tuesday, June 29, 2010

في حضرة تشايكوفسكي

لندن! يا مدينة المتاحف و المسارح... أو ما أدعوه السياحة الثقافية التي لا تُمَل! لندن بالفعل هي عاصمة ثقافية رائدة. للأسف هذه ميزة أخرى نفتقدها في العالم العربي و تسبقنا إليه باقي الدول بأشواط و أشواط. حتى أن أقرب مثال لي هو مدينة الشارقة الإماراتية التي تتغنى بمتاحفها المتعدد و كونها واجهة ثقافية عربية و مع ذلك لا تأتي قطرة في البحر الثقافي اللندني

أثناء دراستي حاولت قدر المستطاع زيارة أكبر عدد من المتاحف (و إن لم يكن الناتج بالعدد الكبير لتنوع المعروض و ضئل الوقت المتاح) ولكن ما لفت نظري أكثر هو الكم الهائل من العروض المسرحية اليومية في شتى أنحاء المدنية الساحرة. شيء لم أعتد عليه بهذه الكمية أو حتى النوعية من قبل


في كل زاوية من زوايا المدينة أو حتى في أثناء إستعمال خطوط المترو ستلاحقك إعلانات الفرق المسرحية, الموسيقية و الأوبرالية أينما وجهت عينيك. و لن يكون هناك مشكلة في أنا تختار فحتما ستجد ما يناسب ذوقك من بين عشرات الإعلانات المعروضة و التي لا تتوقف على مدار العام تقريبا




للأسف ليست من هواياتي حضور هذه المسرحيات و الأداءات الموسيقية و إن كانت تسترعي إهتمامي من وقت لأخر. مع أن إستثناءا واحد حدث بأن جررت إليه جراً عند زيارة ابنة عمي لي لحضور

و المأخوذة قصته من فلم لنفس الإسم عن قصة ولد بريطاني أحب رقص الباليه! طبعا موضوع القصة كان غير مشجع لي (يعني شو جابرني أروح أشوف ولاد لابسين نفاش و برقصو؟) و لكني أصدقكم القول اني و للمفاجأة و جدته ممتع و مضحكا أيضا

لكن عشقي الأول و الأخير هو للموسيقى الكلاسيكية كأن أستمع لتشايكوفسكي و بتهوفن فهذا قمة الإنغماس في المتعة الحسية و الروحية. و لذلك فوجودي في مدينة دار الأبرا الملكية كان بمثابة الجائزة لي. ولكن عندما تجتمع الموسيقى الكلاسيكية مع رقص الباليه فهذا أمر مختلف

فما أن علمت بوجود عرض لبحيرة البجع في دار الأوبرا حتى سارعت لأحجز مقاعد لي و لأصدقائي و التي للأسف وجدتها ملئ و لم يتبقى سوا المقاعد المتطرفة ذات الرؤية المحدودة فلم نكن نستطيع سوى رؤية نصف المسرح

و للحقيقة لم أمانع لحظتها.. فلم أكن أصدق نفسي بأني على وشك دخول دار الأوبرا و الذي كان أشبه بحلم بالنسبة لي


ما أن دخلت الدار حتى أخذتني رحابتها و أحسست بأني في عالم أخر أشبه بالعوالم السنيمائية التي أشاهدها في التلفاز. ولكن كانت القاعة هي من سلبتني عقلي بتفاصيل قبتها و زخارفها الرائعة!! شيء في منتهى الجمال و الروعة



كنا مجموعة من أربعة أشخاص و كان منهم صديقتي "بلدياتي" من الأردن. لما وصلنا تفاجأت فيها بتطول كيس بزر من الشنطة! يعني أوبر و شيكوفسكي و بزر.. قمة الرومنسية العربية! كان المنظر يدعو للضحك و إحنا بنفصفص بزر و بنتفرج على العرض اللي كل اللي جايين فيه لابسين اللي على الحبل و جايين! و عشان تكمل.. و إحنا قاعدين و قعدتنا جاي قريبة من الباب و من أحد الممرات الجانبية .. و فجأة بنلاقي رجل من أمن دار الأوبرا (عريض المنكبين شلولح) جاي بتجاهنا بحنق و بسرعة .. انا و البنت صاحبتي بنجنا و غطينا كيس البزر و قلنا أكيد شافونا بنفصفص البزر و جايين يصادره و يقلوا قيمتنا! وصل جامبينا بس ضله نازل سطرين لقدام شكله في حدا مصور بكاميرته و ضارب فلاش و التصوير ممنوع. انا و البنت تنفسنا الصعداء و حرمة أطعاطى بزر من بعديها


تجربة الأبرا كانت جميلة جدا .. مع إنه في جزئية كنا رح نغفا فيها من كتر ما الموسيقى كانت هادية و بتنيم زي السحر .. فقررت اني رح أحضر عرض باليه مرة تانية بس يكونوا المقاعد أحسن و هذا اللي صار لما حضرت عرض الأميرة النائمة اللي كانت روعته لا تقل عن سابقه

Sunday, June 27, 2010

هنديتين و طنجرة ... 2

إستكمالا للجزء الأول هنديتين و طنجرة ... 1 يأتي الجزء الثاني ليحكي نهفات .. أو بالأحرى جلطات البنت الصينية اللي كنت ساكنة معاها و اللي من عمايلها السودة المتنيلة بستين ألف نيله بتفنّد إلها جزء كامل تتربع على عرشه من دون أي منازع


الصراحة أحكيلكم أنه قبل هاي اللحظة كان من الصعب جدا جدا إني أتكلم عنها و عن عمايلها (اللي إشي منها بنحكى و غيره ما بنحكى) لأني جديد لحسيت إني تعافيت من النكبة اللي عشتها معاها بعد مرور ثمان شهور و نص على اليوم اللي كسرت فيه جرة وراها

الجلطة 1

زي ما قلتكم في الجزء الأول.. البنت كانت في نفس البلوك أو العمارة اللي كنت ساكنة فيها و صدف مرة إنها كانت مريضة فشفقت عليها و طبختلها مرقة بخضرة و جاج و جمبيهم رز و أعطيتها إياهم تاكلهم .. البنت إنبسطت كتير و صارت تتشكرني عليهم و راحت الشغلة. بعد بأكمن يوم شافتني و حكتلي إنها إلا بدها تطبخلي مع إنها ما بتعرف تطبخ كتير (و أنا الصراحة من النوع الدقر في شغلة الطبيخ و ما بعرف أكل أي شي أو من أي حدا) بس ما حبيت أكسفها و إتفقنا على يوم و جابت هل أكلات. هلقيت الصراحة مش متزكرة تفاصيل اللي جابتلي ياه بس ممكن أختصره بكلمة وحدة "خبايص"! كان بذكر فيه شي مطبوخ ب سي فود بالإضافة إلى رز و طبق أخر رئيسي اللي هو لوبيا طبخاه بس مش مستوية و حاطة فوقيها لبن و أشياء أخرى أعجز عن تذكرها. طبعا أنا إنمغصت بس شوفت الأكل اللي ما كان ينعلك عشان ينبلع بس سايرتها. (على سيرة العلك هية بتاخد المركز الأول في مضغ الطعام بصوت عالي و الأكل مع إبقاء الفم مجولق عشان تشوف اللقمة و هي بتتاكل .. طبعا هاي السنفونية لعبت على أعصابي!) طبعا هي سألتني كيف اللوبيا و قلتلها إنها بدها طبخ و سِوا بزيادة على النار بس يمكن صعب هلقيت لأنها صارت حاطة عليه لبن. المهم مشيت العشا تمشاية و ودعنا بعض و مع السلامة. بعد بيومين شفتها , وفي سياق الكلام بسألها شو عملتي في اللوبيا؟ و ينزل علي الجواب كالصاعقة!!!!! هذا (أجلكم الله) حضرتها رايحة دالقة صحن الوبيا كله في التواليت "المرحاض" و فلاشششششششش الميه ! الله لا يعطيكي اياها العافية! ولك ليش هيك عملتي؟! قال مهي مش مستوية فكبيتها في التواليت عشان ممكن تطلع ريحتها لو كبيتها في الزبالة!! ولك ...أخ بس و مسكت أعصابي و ما ضربتها على شعرة


الجلطة 2

مرة كنا نتغدى أنا و إياها و كمان بنتين صاحباتي في فود كورت و أنا كنت طالبة أكل بيجي معاه صحن حمص صغير. فالأخت اللذيذة بتسألني شو هذا؟ قلتلها حمص! و لا هي بتقلي

what is it made of? tomato??????


الجلطة 3

لما حضرتنا سكنا البيت الجديد قعدنا فترة مش واصلنا لسة الإنترنت فكان الحل الوحيد نسطلقط إشارة إنترنت من الجيران و نشتغل عليه لربنا فرجها من عنده. الغريب إني كنت الوحيدة من بين البنات اللي زبط و لقيت سيجنال من الجيران و ما كانت الطنجرة لسة دارية بالطبخة. فبنحكيلها كيف عرفت إني أشتغل على النت بس الإشارة كتير ضعيفة و بنمزح و بنقول بلكن إذا طلعنا برة البيت نلاقي إشارة أقوى. الهبلة ما صدقت.. ركضت على اللاب توب تبعها و حملته و دارت في في كل الدار تفتش على إشارة و لما ما لقيت فتحت باب البيت و طلعت على ساحة البيت القدامنية و قفت تفتش و إحنا البنات إتسمرنا في مكانا من هول الصدمة و بعديها مشينا كل وحدة على مشاغلها.. بعد شوي إستفقدناها.. نطلع على الساحة ما في حد! حد خطفها؟ (و لسان حالنا يقول آمين) مش معقول! ولا وين راحت.. يا حزرتكم و ين طلعااااااات؟!!! الأخت المبجلة طلعت قاطعة الشارع و لاحقة الإشارة لواصلة لحديقة الجيران! و الله ستر لحقناها قبل ما توصل أبعد من هيك و تصير فضيحة بجلاجل! يعدمني إياها

الجلطة 4

مرة من المرات و إحنا في السوبر ماركت بنشتري أغراض البيت أنا و وحدة من البنات الهنديات و المدعوة إياها مرقنا على رفوف الكورن فلكس و هاي حبوب الإفطار و اللزي منه و قلنا أنا و الهندية بدنا ناخد منه. الطنجرة فجأة نطقت و سألت شو هذا؟ إطلعنا أنا و الهندية في بعض مش مصدقين.. و رحنا حكينالها هذا "سيريال" ما فهمت! يا ماما هذا كورن فلكس .. حبوب للفطور! تطلعت فينا و قالت ما بتعرفوا و سألت: هذا بنطبخ يعني!!!؟؟؟؟؟؟؟؟

ولك عليم الله أطفال زمبابوي بعرفوه


الجلطة 5

هاي النهفة صارت قدامي بس كتبتها وحدة من البنتين الهنديات و أنا بس رح أعملها كوبي و باست

the other night we went for a party and someone asked her do u drink؟ she said '' ya i drink tea''!

Another conversation went between a guy (T) and her (R) as follows:

T: What is your name?
R: R
T: WHAT? ( over loud music)
T:Ah! Ok! would you happen to know JUNG?
R: Are you JUNG?
T: Do boys & girls have similar names?, Is JUNG a boys name or a girls name
R: ARE U A BOY OR A GIRL?

EVERYONE AROUND ( INCLOSE HEARING PROXMITIY) LAUGHING ON THE FLOOR LAUGHING.

الجلطة 6

أول فاتورة كهربا و الغاز أجتنا على البيت كانت كبيرة بشكل مبالغ فيه. يعني مع قراءة عدادات الكهربا و الغاز ما بتيجي نص القيمة. فطبعا دخلنا بنقاشات إنه ليش هيك و قعدنا كل وحدة تتحزر إيش ممكن يكون السبب.. فجأة الصينية إكتشفت السبب و جابت التايهة! قال إحتمال سبب غلاء الفاتورة هو الباربيكيو اللي عملناه هديك اليوم و أكيد استعملنا غاز كتير! منطق برضه! عاد مش عارفة لشو كان الفحم يومها


الجلطة 7

البنت هاي كان عندها نظام غذائي غريب و مختلف عن أغلب المخلوقات اللي شفتها على وجه الكرة الأرضية. كانت كل يوم الصبح تصح من النجمة حوالي الساعة 5 أو 6 و تقعد تطبخ و تعبي الدار كلها ريحة طبيخ! تخيل تصح الصبح على ريحة طبيخ بدل قهوة .. معاها كانت أول مرة بحياتي أشوف حدا بطبخ ورق الخس! المهم كان الموضوع نوعا ما محتمل لحد ما أجا يوم و صحينا على ريحة قاتلة! والله رائحة تزكم الأنوف و مقرفة بشكل غير طبيعي!!! يعني لو إنها طابخا حدا ميت ما هو هيك! نزلنا نشوف طلع شي لونه أسود عم بغلي! سألناها عنه قال هدا دوا! قعدنا على هذا الحال فترة كل يوم الصبح نصحى على الريحة (يعني حرفيا الريحا تصحينا مع انه المطبخ في الطابق الأرضي و غرف النوم في الأول ) و ما نقدر نتنفس من الريحة و ما نصدق نلبس و نهرب من الدار هريبة

الجلطة 8

كان من عادتنا أنا و البنات نشتري الخضرة و الجاج مع بعض و نتشارك فيهم لأنا بكل الأحوال بنطبخ بنتعشى مع بعض و كنا نحسب الصينية معانا. مرة من المرات فاجأتنا بقرار إنها ما بدها تشاركنا في الجاج و بطلت تاكله لأنه معلمتها في الجامعة ما بتاكل جاج و هي بتعتبرها قدوتها بالإضافة إلى إنه الجاج بستخدم طاقة أكبر عشان يستوي من الخضرة فمن باب المحافظة على البيئة بلا منه إذا!قلنا لا إله إلا الله زي ما بدك.. بعد شهرين مرة بنفتح بالفريزر ولا بنلاقي ديك رومي و الله العليم وزنه لا يقل عن أربع كيلوجرامات إذا مش أكتر! إه! لمين هذا؟ إلك يا فلانة؟ إلك يا علانة؟ طبعا أنا و الهنديات سألنا بعض و ما خطر على بالنا يكون الديك الرومي لفتاة الطبيعة ! المهم سألناها طلع لجناب معاليها! طيب يا بنت الناس مش بطلت تطعاطي منتجات حيوانية؟! قال أجا على بالها فاشترت!!!! يعني الكمية أكبر من كمية الدجاج اللي بنستهلكها إحنا التلات بنات في شهر! يعني لما الواحد بيجي على باله شغله بشتري شقفة! تنتين! مش 5 كيلو!طبعا منظرها و هيه بطول الديك من الفريزر و تقعد تكسر فيه عشان تطلع منه شقفة تطبخها من دون تنظيف و لا ما يحزنوا منظر غير شكل

طبعا هي إلها نهفات و جلطات أخرى بس ما بتنحكى اشي لأني بستحي أحكيها غير إني إذا بدي أضلني أحكي في الموضوع مش رح أخلص و رح أقززكم

المهم الحمد لله الذي عافانا مما إبتلانا به


Saturday, June 26, 2010

هنديتين و طنجرة ... 1

صارلي زمااااان ما كتبت في المدونة اللي مفروض أكتب فيها عن حياتي أثناء الدرسة في بريطانيا و للأسف تحضيري لمشروع التخرج أخذ كل وقتي.. فبما إني تخرجت و صرت فاضية و ما في وراي غير أكش دبان فأحسن شي أعمله إني أكتب شو كان يصير معاي

وحدة من أهم الأمور التي تضع شخص البني آدم في إختبار هو مبدأ التعايش مع أشخاص غرباء في محيط محدود لفترة غير محدودة و النتيجة ان الشخص رح يكتشف جوانب جديدة و مختلفة في شخصيتة و شخصية الأخرين حتى لو إعتقد بالمعرفة التامة لهم

أول ما انتقلت لبريطانيا سكنت في سكن تابع للجامعة. الحلو فيه انه كان عبارة عن شقق صغيرة و كل شقة فيها أربع غرف بحماماتها الخاصة و الجميع عليه انه يتشارك بالمطبخ. طبعا هذا كان أحلى شي لأنه مجرد انه يكونلك غرفتك لحالك و خاصة حمامك هذا الأمر يحد من مشاكل بالهبل. مع هيك الحمد لله إنه ربنا رزقني بناس محترمة و نظيفة ما عدا نفر

المهم بعد 10 شهور من بداية الدراسة كان علي إني انتقل لبيت جديد و هون كان التحدي الحقيقي لأكثر من سبب رح أذكرهم في سياق ما سأكتبه

لندن تشبه دبي بشكل كبير فالمدينتين متعددتي الأعراق و الجنسيات و لذلك لم تكن لدي مشكلة في التعامل مع الناس عند وصولي للندن. لكن النقطة الوحيدة المختلفة هي الإحترام.. إحترام الناس بغض النظر عن جنسياتهم, لغاتهم , دياناتهم أو بيئاتهم. في دبي أو الإمارات بشكل عام تعودنا ان ننظر للهنود نظرة دونية و السبب في المشكلة انه غالبية الجالية الهندية هم العمال من ذوي الدخل الضئيل من ابو اللي بتقطر بالقطارة و بكونوا ما بتكلموا غير هندي (يعني حتى انجليزي مييح) و بداوموا في عز دين الشمس و مع شوية الزيت اللي بلوطّوه على شعرهم و البرياني بالتوابل اللي باكلوها بتطلع ريحتهم قلعاط غير شكل و بتكره اللحظة اللي شوفتهم فيها .. لكن في لندن كان الوضع مختلف. يعني بشكل لا إرادي ما حسيت بأي إختلاف بيني و بين الناس اللي حولي! يمكن عشان القانون ضد أي واحد تسول له نفسه يشوف حاله على الناس أو يمكن لأنه البلد نفسها ما بتدخل إلا ناس نظاف و معهم مصاري أو لأنه العرب في بريطانيا زي الهنود في دبي؟! بغض النظر كان في إحترام لكرامة الإنسان و التعامل معاه على أساس إنساني مهما كان شغله أو أصله و هذا شيء نفتقده للأسف في عالمنا الثالث

المهم أجت سكنتي مع تلات بنات في البيت الجديد... بنتين هنديات و وحدة صينية و للي كانت مليئة بالمفارقات و بتفندلها كتاب لحالها مع انه كل اللي سكناهم سوا كانوا لا يتجاوزوا أربع أشهر

ف.ب. : بنوتة هندية كانت ساكنة معاي في نفس الشقة في سكن الجامعة و كان عمرها 22 سنة و بتعمل دراسة الماجستير في علم النفس مع العلم انه هذا تاني ماجستير بتعمله! تخيلوا! يعني أنا صراحة ساورتني الشكوك انها يا بتكذب يا شارية شهادتها شراية لأنه مش معقول! بس مع الإيام أثبتتلي إنها شاطرة و قد حالها. المهم أول ما تعرفت عليها كان عندي ردت فعل طبيعية اني أبعد عنها (بمعنى أخر كشيت منها) بحكم تجربتي مع جاليتها لكن مع الوقت إكتشفت إنها بتشبهش الهنود في أي شي! البنت غنية لدرجة بتعيشني أنا و طايفتي كلها و لدرجة إنها إتصلت في أهلها في الهند بتبكي في أول مرة تنظف فيه حمامها لأنها ولا مرة إضطرت تنظف اشي في بيتها و لا لشو الخدم! عمري ما شميت عليها ريحة هنود و لا بتحكي زيهم و لا حتى مع هزة راس .. المهم انها غيرت كل نظرتي عنهم و انه الطبقية و العنصرية ما هو الا مرض في عقولنا إحنا بنصنعها و إحنا بإيدينا بنمنعها. و الصراحة إني من يومها تغيرت كل نظرتي و إحساسي الداخلي إتجاهم خاصة بعد ما رجعت على دبي (طبعا ما بحكي عن تعاملي لأني بكل الأحوال أنا بعامل الناس بإحترام لكن دواخلنا الله أعلم فيها و بكون إلها تأثير كبير حتى لو ما لاحظنا إنها بتنعكس على تصرفاتنا)... المهم هاي البنت الهندية طلعت مجوسية من تبعون عبدة النار اللي كانوا في بلاد فارس قبل ما يفتحوها المسلمين و أهلها هربوا من قرون و إستوطنوا الهند. بحكم ديانها في عندهم فترة في السنة بصوموا فيها عن الأكل الحيواني و بقتصروا على النباتي و الموضوع معقد لدرجة إني مرة كنت بطبخ فتة جاج و كنت بحرك الطنجرة اللي فيها مرقة الجاج و بعديها حركت بنفس المعلقة طنجرة الرز في نفس اللحظة اللي دخلت فيها البنت على المطبخ و لا هي بتسألني مفزوعة : إستعملت المعلقة نفسها في مرقة الجاج. سألتها ليش؟ فطلع انه حتى إستعملي لنفس المعلقة في طنجرتين ممكن يكسر صومهم فما بتقدر تاكل من الرز اللي كنت طابخاه. انا إرتبكت و بطلت أعرف شو أحكيلها فالصراحة قست على دينّا دين الإسلام على أساس أنه اللي ما بتعرفه ربنا ما بحاسبك عليه .. فأنكرت و قلت يا ربي سامحني.. المهم أنا و إياها ما كنا من الشخصيات اللي بتتوافق مع بعض لكن كان دايما بين كل إحترام و كانت و للمصادفة أكتر شخص قضيت معاه وقت أثناء فترة دراستي برغم كل الإختلافات بحكم سكنتنا مع بعض

س.ف. : كمان بنوتة هندية مسلمة.. من أجمل البنات الهنديات اللي شفتهم بحياتي. كانت تاخد معاي نفس المواد في الماجستير و كان في بينا شي مشترك انه احنا التنتين تربينا في الخليج غير انها عاشت فترة في الإمارات بحكم دراستها البكالوريس فيها و لما الواحد يكون في الغربة ما بصدق يلاقي حد يفهم عليه و عن شو بحكي. زي البنت الهندية التانية كانت س.ف انسانة نظيفة و مرتبة و أهلنا ميسورين و متعلمين و هذا خلاني أقتنع أكتر و أكتر أنه أكبر غلط اني أعمم خاصية واحدة على شعب كامل أو بمعنى أخر ستيربوتيب بيبول

ر.ق. : بنت .. بس عليم الله انها طنجرة مش صينية زي ما هو مفروض
(but there was a debate that she might be an alien or best guess, simply, a different species!)
يا الله شو قلبي حامل عليها لأنها كانت غلطت حياتي إني خلتها تسكن معانا. هاي البنت الصينية كانت ساكنة في الشقة اللي تحت شقتي في سكن الجامعة و بتدرس ماستر كمان .. لما تعرفت عليها أعطتني إنطباع بالطيبة لحد الهبل و كنت كتير أحيان بشفق عليها و بساعدها قد ما بقدر.. صارت بيني و بينها مواقف لكن سبحان الله كيف إنعمى على بصيرتي و هي بتترجاني تسكن معانا أنا و البنتين الهنديات و أنه أنا صديقها الوحيدة و ما إلها غيري طبعا بعدين قدرت أفهم و أحلل ليش ما إلها صحاب !! النهفات اللي كانت تصدر عن هاي الكتلة المتحركة الغبية كانت تطلعنا انا و باقي البنات من طورنا و تخلينا نتمنى نزتها من الشباك في كل لحظة بتمر.. و إليكم التفاصيل في التقرير التالي


يتبع في الجزء التاني

Wednesday, June 23, 2010

ثم بعد ...

ثماني شهور خلت منذ تخرجي و ها أنا ذا قابعت لا عمل لي سوى عد الأيام تلو الأيام عسى ربي أن يؤتيني خيرا منها رحمة من عنده


ولكني لا أخفي ان عاما من التجربة لم يكن كافيا و ان إحساسي بالعجز المعنوي قد زاد

إن كل الآمال و الطموحات قد تكسرت على أرض واقع جاف لم تمطر سماؤه منذ أعوام و لا يلوح في الأفق شيء قد يبعث على الطمأنينة و الأمل

و الأدهى أن مع إرتفاع درجات الحرارة لا يزيد عما يمكن مشاهدته غير السراب

فما أن تلح من البعيد فرصة عمل هنا أم في أقصى الأرض حتى أكتشف أن لا وجود لها أو انها ببساطة لم تكن لي من الأساس
...

سأعود للاحقا لأكتب من جديد و لأتحدث عما مضى أو ما قد يكون

هذه كانت بداية جافة و لكني آمل فيما هو آت